دروس من هوليوود.. كيف تكتشف العلامات المبكرة لانهيار العلاقة الزوجية؟
في خبر فاجأ الوسط الفني العالمي، أعلنت الممثلة نيكول كيدمان (Nicole Kidman)، الحائزة على جائزة الأوسكار، انفصالها عن زوجها كيث أوربان (Keith Urban) بعد زواج دام 19 عامًا. و تقدمت كيدمان، البالغة من العمر 58 عامًا، بطلب الطلاق رسميًا من المغني الأسترالي الشهير البالغ 57 عامًا، مشيرةً في أوراقها القانونية إلى "صعوبات زوجية وخلافات لا يمكن حلها".
الخبر، الذي وصفته الصحف الأمريكية بأنه "الانفصال الذي صدم هوليوود"، أنهى واحدة من أطول وأشهر العلاقات الزوجية في عالم الترفيه، والتي لطالما كانت نموذجًا للاستقرار الفني والعاطفي.
لكن، كما في كل قصة حب كبيرة، يبرز السؤال ذاته: أين بدأ الخطأ؟
أسباب الطلاق
بينما تختلف أسباب الطلاق من علاقة لأخرى، تشير الأبحاث النفسية إلى وجود أنماط تواصل سلبية محددة تتكرر في العلاقات المتجهة نحو الانهيار. هذه الأنماط تُعرف بنظرية "الفرسان الأربعة" (The Four Horsemen) التي طوّرها عالم النفس الأميركي الدكتور جون غوتمان (John Gottman) في جامعة واشنطن عام 1994.
اقرأ أيضا: بعد انفصالها عن كيث أوربان.. نيكول كيدمان تطل بأناقة وتوجه رسالة إنسانية
وفقًا لدراساته التي تابعت مئات الأزواج لسنوات طويلة، فإن وجود هذه "الفرسان الأربعة" في العلاقة يُنبئ بانفصال وشيك بدقة تتجاوز 90%.
يُعد النقد أول المؤشرات، ويقصد به مهاجمة شخصية الشريك بدل السلوك. على سبيل المثال، بدلاً من قول "أشعر بالانزعاج لأنك تأخرت دون اتصال"، يتحول الحديث إلى "أنت لا تفكر إلا في نفسك". هذا التحوّل من ملاحظة السلوك إلى اتهام الشخصية يزرع بذور الجفاء ويخلق دائرة متكررة من الهجوم والدفاع.
الازدراء هو الفارس الثاني والأخطر، وهو الحديث بتعالٍ أو سخرية أو تهكم، يرى معهد غوتمان أن الازدراء هو المؤشر الأقوى على الطلاق، لأنه يجمع بين الإهانة وفقدان الاحترام. يتجلى ذلك في رفع الحاجبين، السخرية، أو التحدث بنبرة استهزاء، وهي إشارات يلتقطها الدماغ كمؤشرات "عداء مستتر"، تؤدي مع الوقت إلى تآكل المودة بين الطرفين.
يظهر الفارس الثالث كرد فعل على النقد، حيث يتبنى أحد الطرفين موقف الدفاع المستمر، مقدمًا الأعذار أو متظاهرًا بدور الضحية. ورغم أنه سلوك طبيعي حين نشعر بالاتهام، إلا أن الإفراط فيه يمنع التواصل الفعّال، ويحول دون الاعتراف بالأخطاء، ما يجعل حل النزاعات مستحيلاً.

أما الفارس الأخير فهو التجاهل أو الانسحاب العاطفي، حين يتوقف أحد الشريكين عن التفاعل تمامًا. في هذه الحالة، يُغلق الشخص أبوابه النفسية، ويكتفي بالصمت أو الانشغال، مما يترك الطرف الآخر في عزلة عاطفية خانقة. يحدث ذلك عادةً بعد فترات طويلة من النقد والازدراء، حين تفقد العلاقة طاقتها العاطفية بالكامل.
كيفية إنقاذ علاقة الزواج
رغم أن ظهور "الفرسان الأربعة" يُعدّ مؤشرًا خطيرًا، فإن الخبراء يؤكدون أن إدراك المشكلة هو الخطوة الأولى نحو الإصلاح. يوصي معهد غوتمان بعدة استراتيجيات لتجاوز هذه الأنماط، منها:
استبدال النقد بالحديث عن الذات عبر ما يُعرف بـ “البدء اللطيف”، كأن تقول: “أشعر بالتجاهل” بدلاً من “أنت لا تهتم بي”.
تعزيز الاحترام المتبادل عبر الإشادة بجهود الشريك بدلاً من السخرية.
تحمل المسؤولية بدل تبرير الأخطاء.
الانسحاب المؤقت الصحي، أي أخذ استراحة قصيرة لتهدئة النفس أثناء الخلاف بدل الانغلاق الكامل.
