الدرعية: رحلة بين أصالة التاريخ وروعة الحاضر
في قلب الرياض، حيث يلتقي التاريخ بالحداثة، تبرز الدرعية كوجهة تجمع بين التراث العريق والحياة العصرية النابضة.
تأسّست الدرعية عام 850هـ - 1446م على يد مانع المريدي، لتصبح لاحقًا عاصمة الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ - 1727م، ومهد الأسرة المالكة آل سعود، حاملةً اسم "العوجا" نسبة لانحناءات وادي حنيفة ومرتبطًا بالنخوة السعودية.
السياحة في الدرعية
يعد حي الطريف التاريخي من أبرز معالمها، وهو أكبر حي طيني في العالم وأدرجته اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي، فيما تشهد الدرعية اليوم تحولًا حضريًا وثقافيًا بفضل مشروع بوابة الدرعية التابع لصندوق الاستثمارات العامة، الذي يهدف لتعزيز مكانتها كمركز سياحي وثقافي عالمي وفق رؤية السعودية 2030.
تقع الدرعية شمال غرب الرياض على بعد 20 كم، ترتفع نحو 700 متر عن سطح البحر، تبلغ مساحتها نحو 2020 كم²، ويقدر عدد سكانها بحوالي 96 ألف نسمة وفقًا لإحصاءات عام 2022. يسهل الوصول إليها عبر مطار الملك خالد الدولي وشبكة مترو الرياض، ما يجعلها وجهة تجمع بين الأصالة التاريخية والتطور الحديث.
المتاحف والمعارض الثقافية في الدرعية
متحف الدرعية في قصر سلوى
يهدف متحف الدرعية في قصر سلوى إلى إحياء تاريخ الدولة السعودية الأولى من خلال عروضه المتنوّعة. يقدّم المتحف تجربتين لزواره:
التجربة المغلقة: داخل وحدتين من قصر سلوى بعد ترميمهما، حيث أضيف هيكل حديث لاستيعاب المعروضات المتنوعة، من لوحات ومجسّمات وقطع أثرية قديمة.
التجربة المفتوحة: بين الأطلال الأثرية المرمّمة، مع ممر مخصّص للمشي، مزوّد بشاشات تعريفية تشرح أهم أقسام القصر والأحداث التاريخية المرتبطة به.
اقرأ أيضًا: الدرعية تحتضن روّاد الأعمال والمواهب السعودية في مشروع جادة جبل القرين
متحف الخيل العربية في الدرعية
يأخذك متحف الخيل العربي في الدرعية في رحلة مدهشة عبر التاريخ، ليكشف الدور الحيوي الذي لعبته الخيول خلال الدولة السعودية الأولى، مع تسليط الضوء على أصولها وصفاتها وطرق تربيتها ورعايتها.
ينقسم المتحف إلى قسمين يجمعان بين التاريخ والعروض الحية:
المتحف الأثري: في المباني الطينيّة التاريخية شمال قصر ثنيان بن سعود، حيث يعرض تاريخ الخيل العربية ومقتنياتها في أجواء تحافظ على الطابع التراثي للمكان.
العرض الحي: تجربة تفاعليّة تأخذ الزوار إلى قلب الإسطبلات التاريخية بعد ترميمها، لمشاهدة الخيول العربية الأصيلة عن قرب، لتعيش معها لحظات من أصالة الفروسية وروح التراث السعودي.
فعاليات ومهرجانات الدرعية: مزيج من الفن والترفيه
تجربة حية لأسلوب حياة الدولة السعودية الأولى
تتيح فعالية مطل البجيري للزوار فرصة المشاركة المباشرة في رحلة تفاعلية عبر التاريخ، مع التعرف إلى قصص وأحداث الحياة اليومية خلال الدولة السعودية الأولى.
تشمل الفعالية برامج ثقافية متنوعة تركّز على تفاصيل دقيقة، لتقديم تجربة سردية غنية ومتكاملة تنقلك إلى قلب التاريخ.
حي السمحانية: تاريخ عريق وضيافة تراثية
يُعد حي السمحانية من أبرز الأحياء التراثية الطينية في الدرعية التاريخية، يضم 36 مبنى تاريخيًا، ويقع على هضبة مطلّة على وادي حنيفة، حيث تلتقي روافد قرى عمران.
اكتسب الحي أهمية خاصّة خلال حصار الدرعية عام 1818، حين اتخذه الإمام عبدالله بن سعود مقرًا دفاعيًا، ويطل على أحياء بارزة مثل القصيرين والمريّح والطريف.
في إطار برنامج خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري، تحوّل الحي إلى مشروع ضيافة تراثي متكامل، حيث تم افتتاح فندق باب سمحان ضمن فعاليات "بشاير الدرعية 2023"، ليقدّم لنزلائه تجربة فريدة تمزج بين التراث النجدي والرفاهية العصرية.
الطبيعة الخضراء حول وادي حنيفة
يُعد وادي حنيفة من أبرز الوجهات الطبيعية والسياحية في الدرعية بالرياض، ويمتد لمسافة تصل إلى 120 كيلومترًا في منطقة العارض.
يشتهر الوادي ببيئته النظيفة البعيدة من الملوثات، ما يجعله ملاذًا مثاليًا للعائلات ومحبي الاسترخاء في أحضان الطبيعة. وقد حصد عدة جوائز تقديرية، أبرزها جائزة الآغا خان العالمية للعمارة، تقديرًا لمشاريعه البيئية والعمرانية المتميزة.
يضم الوادي مجموعة متنوعة من المرافق التي تمنح الزوار تجربة متكاملة، مثل البحيرات الطبيعية، المساحات الخضراء، ممرات المشاة المجهزة، المطاعم والمقاهي، المصليات، ومواقف السيارات.
كما يحتوي على ملاعب لكرة القدم ومناطق للشواء والأنشطة العائلية، ما يجعله وجهة مثالية للتنزه والترفيه.
اقرأ أيضًا: إطلاق وثائقي "وجهات البحر الأحمر" لإبراز السياحة في المملكة (فيديو)
من أبرز معالمه خمس متنزهات رئيسية، تحظى كل منها بطابع خاص: سد العلب الذي يزداد جماله مع هطول الأمطار، سد وادي حنيفة الذي يعود بناؤه لعهد الملك سعود والذي يحجز المياه المتدفقة، والسد الحجري المحاط بأشجار النخيل والصحراء، إضافة إلى بحيرة المصانع بمساحتها الواسعة وعمقها الكبير التي توفر قوارب للزوار لمشاهدة الطيور، وأخيرًا بحيرة الجزعة التي تكتسي بأشجار النخيل والشجيرات الصحراوية.
يمكن للزوّار الاستمتاع بالعديد من الأنشطة الترفيهية في وادي حنيفة، مثل ركوب الدراجات المائية في البحيرات، إقامة حفلات الشواء، أو خوض مباريات كرة القدم وسط المساحات الخضراء.
كما يمثل الوادي نقطة التقاء بين التاريخ والطبيعة، حيث يضم مواقع تراثية بارزة في الدرعية مثل حي الطريف المدرج على قائمة اليونسكو، وحي غصيبة أول عاصمة للدرعية القديمة، وحي البجيري الذي يجمع بين الأصالة والحداثة.
أفضل المطاعم والفنادق الفاخرة في الدرعية
مطعم الضوء الخافت
يُعد من أفخم مطاعم الدرعية، حيث يجمع بين الإطلالات الطبيعية الخلابة وجودة المأكولات والخدمات الراقية. ورغم ارتفاع أسعاره نسبيًا، يوفر تجربة استثنائية بفضل جلساته الخارجية الهادئة المناسبة للعائلات والاحتفالات الخاصة.
تتنوّع قائمة المطعم بين وجبات الإفطار التقليدية مثل الفول والفلافل والكبة، وأطباق الأرز المميزة كالبرياني والمبهر، إضافة إلى تشكيلة واسعة من المشويات بما فيها الكباب والشيش طاووق والريش.
كما يتميّز المكان بنظافته الفائقة ومساحته الواسعة التي تمنح الزوار أجواء مريحة ومثالية للاسترخاء، مما يجعله وجهة مفضّلة لتجربة طعام راقية في قلب الدرعية.
مطعم ومقهى جال الوادي
يمتزج في مطعم "الضوء الخافت" سحر الطابع العربي الأصيل مع الأجواء الريفية الدافئة، ليصبح وجهة مميزة في الدرعية تجذب العائلات والزوار على حد سواء.
يقدّم المطعم جلسات داخلية وخارجية تطل على مناظر طبيعية خلابة، مع توفير خدمات ترفيهية مثل متابعة المباريات العالمية، ليجمع بين الاسترخاء والمرح في آن واحد.
وتتنوّع قائمة الطعام لتلبي جميع الأذواق، بدءا من البرجر بأنواعه والدجاج بالخضار، وصولاً إلى البيتزا وأطباق الديناميت شريمب.
كما يضم المطعم ركنًا فاخرًا للحلويات يقدم خيارات شهية مثل التمرية، المولتن كيك، السافورد، والتيراميسو، مصحوبة بمشروبات ساخنة وباردة لإتمام تجربة طعام فريدة لا تُنسى.
