هيئة التراث السعودية تعلن اكتشافات استثنائية للفن الصخري بحائل
أعلنت هيئة التراث السعودية عن اكتشاف علمي استثنائي يسلط الضوء على تاريخ عريق يمتد لأكثر من 12 ألف عام من الفنون الصخرية، وذلك في جنوب صحراء النفود الكبير بمنطقة حائل. وقد نُشرت نتائج هذا الكشف في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز، كجزء من أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء بالتعاون مع فريق علمي دولي يضم جامعات ومراكز بحثية محلية وعالمية.
اقرأ أيضًا: اليوم الوطني 95.. جدة تتألق بفعاليات ثقافية وتراثية وأجواء احتفالية مبهرة
شملت المواقع التي جرى فيها توثيق الفنون الصخرية: جبال عرنان، وجبل المليحة، والمسمى، حيث تم التعرف على مجموعة نادرة من النقوش بالحجم الطبيعي التي تعود إلى فترة زمنية ما بين 12,800 و11,400 سنة مضت.
أقدم مراحل الفن الصخري المؤرخ
يُبرز هذا الاكتشاف واحدة من أقدم المراحل الموثقة للفن الصخري في المملكة، ما يعكس الدور المحوري للجزيرة العربية بوصفها مركزًا مبكرًا للإبداع الفني. ويُعد ذلك إنجازًا نوعيًا يضيف إلى سجل الاكتشافات الأثرية في السعودية، ويقدم دليلًا ماديًا على تطور الممارسات الفنية المرتبطة بأنماط المعيشة والثقافة في عصور ما قبل التاريخ.
أظهرت الدراسة توثيق 176 نحتًا صخريًا، من بينها 130 عنصرًا بالحجم الطبيعي، تجسد حيوانات متنوعة مثل: الإبل، الوعول، الخيول، الغزلان، والثور البري المنقرض. ويصل طول بعض هذه النقوش إلى ثلاثة أمتار، كما عُثر على بعضها في أماكن مرتفعة يصعب الوصول إليها، ما يعكس مستوى متقدمًا من المهارة والجهد الفني لدى الجماعات البشرية التي نفذتها.
اقرأ أيضًا: خطة شاملة لتطوير المواقع التراثية في المنطقة الشرقية بالسعودية
أوضحت نتائج البحث أن هذه الفنون الصخرية أُنجزت خلال فترة مناخية رطبة امتدت إلى ما بين 13,000 و16,000 عام مضى. هذا المناخ ساعد الجماعات البشرية على الاستقرار والانتشار في مناطق تُعد اليوم جافة وقاحلة. وهو ما يعزز الفرضية القائلة بأن الجزيرة العربية كانت ممرًا ومركزًا للحضارات البشرية منذ آلاف السنين، ترتبط من خلاله بشبكات ثقافية واقتصادية واسعة مع المناطق المجاورة.
