لماذا تُعد الأغلى في العالم؟ سيارات الفورمولا 1 تكشف أرقامًا خيالية
أعلن الاتحاد الدولي للسيارات عن تطبيق سقف مالي صارم خلال موسم 2025 لبطولة الفورمولا 1، بحيث يلتزم كل فريق بميزانية لا تتجاوز 140.4 مليون دولار.
هذا القرار يُعد الأحدث في سلسلة من التدابير التي انطلقت منذ عام 2021 بهدف السيطرة على الارتفاع المتزايد في تكاليف تطوير السيارات، وتقليص الفجوة الكبيرة بين الفرق العملاقة التي تملك ميزانيات غير محدودة والفرق الأصغر التي تكافح للبقاء في دائرة المنافسة.
تكاليف مذهلة لسيارات الفورمولا 1
تكلفة السيارة الواحدة في الفورمولا 1 لا تقل عن 21 مليون دولار، وهو رقم يفوق ميزانيات بعض الفرق الرياضية بكاملها في ألعاب أخرى.
ويعود السبب الرئيس إلى المحرك الذي تصل قيمته وحده إلى 18 مليون دولار، إذ يتم تصنيعه وفق معايير دقيقة باستخدام مواد فائقة الجودة قادرة على تحمل سرعات هائلة وضغوط حرارية استثنائية.
ولا تتوقف النفقات عند المحرك؛ فالهيكل المصنوع من ألياف الكربون يضيف ملايين أخرى، إلى جانب علبة التروس التي تُعد تحفة هندسية متكاملة.
أما الأجنحة الأمامية والخلفية فتكلف الواحدة منها نحو 250 ألف دولار، فيما تبلغ كلفة مجموعة الإطارات حوالي 3 آلاف دولار فقط، لكنها تُستخدم لمسافات قصيرة جدًا قبل استبدالها. كل جزء من السيارة يمثل استثمارًا في التكنولوجيا والابتكار، وهو ما يجعل الفورمولا 1 الرياضة الأكثر تكلفة عالميًا.
اقرأ أيضًا: سيارة أستون مارتن فالكيري النادرة لأسطورة الفورمولا 1 في مزاد أكتوبر
سيارات لا تقدر بثمن
ورغم وضع سقف للتكاليف، فإن بعض سيارات الفورمولا 1 القديمة تظل خارج أي تقييم مالي بسبب قيمتها التاريخية. المثال الأبرز هو السيارة التي قادها السائق الأسطوري خوان مانويل فانجيو عام 1954 مع فريق مرسيدس لتحقيق لقب بطولة العالم.
هذه السيارة بيعت في مزاد عالمي بسعر قياسي بلغ 30 مليون دولار، لتؤكد أن بعض طرازات الفورمولا 1 تُعامل اليوم كقطع فنية نادرة، يتسابق عليها جامعو المقتنيات مثلما يتنافس السائقون على الحلبات.
هذا المزج بين التكنولوجيا المتطورة والرمزية التاريخية يجعل سيارات الفورمولا 1 حالة فريدة في عالم الرياضة والسيارات، فهي ليست مجرد آلات سباق فائقة السرعة، بل شواهد على الإبداع البشري وقدرته على دفع حدود الهندسة إلى أقصى مدى.
