دراسة تكشف: رسائل الذكاء الاصطناعي احترافية لكن بلا مصداقية

كشفت دراسة جديدة نُشرت في المجلة الدولية للتواصل في الأعمال (International Journal of Business Communication) أن اعتماد المديرين على الذكاء الاصطناعي في البريد الإلكتروني يمكن أن يُضعف ثقة الموظفين بهم، حتى وإن بدت الرسائل أكثر احترافية وصياغة.

وأوضح الباحثون أن الموظفين ينظرون إلى الرسائل المولدة بالذكاء الاصطناعي على أنها أكثر وضوحًا وتنظيمًا، لكنها تفتقر إلى الصدق والدفء الإنساني. فبينما يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين القواعد والأسلوب والنبرة، إلا أن الإفراط في استخدامه قد يُظهر المدير على أنه أقل اهتمامًا بفريقه، بل وأقل ثقة وكفاءة.

وبيّنت النتائج أن 93% من الموظفين اعتبروا المدير كاتب الرسالة عند استخدام الذكاء الاصطناعي بدرجة محدودة، بينما تراجعت النسبة إلى 25% فقط عندما كُتبت الرسالة بالكامل تقريبًا بالذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا: سام ألتمان وديفيد دويتش يضعان "اختبار تورنغ 2.0" لذكاء الآلة.. فما هو؟

وأجريت الدراسة على عينة من 1,158 موظفًا بدوام كامل، وجرى عرض ثمانية سيناريوهات مختلفة تتعلق برسائل بريد إلكتروني تهنئ فريقًا بإنجاز ما.

وتبين أن المشاركين كانوا أكثر تقبلاً لاستخدامهم الشخصي للذكاء الاصطناعي مقارنة باستخدام مديريهم له. فبينما يرونه أداة دعم عملية عند استخدامهم هم، ينظرون بعين الشك إلى مديريهم الذين يعتمدون عليه، معتبرين الأمر دليلًا على الكسل أو عدم الاهتمام الشخصي بالموظفين.

مخاطر الإفراط في استخدام AI بالمكتب

أوضحت الدراسة أن طبيعة الرسالة تلعب دورًا مهمًا في تقبّل الذكاء الاصطناعي. فالرسائل ذات الطابع العاطفي أو الداعم، مثل رسائل التهنئة أو التشجيع، يُنظر إليها على أنها أقل ملاءمة للاعتماد على الذكاء الاصطناعي مقارنة بالرسائل الإدارية أو التذكيرية.

 كما أبدى الموظفون مخاوف طويلة المدى من أن يؤدي الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي إلى فقدان التواصل الإنساني وتقويض روح الفريق.

اقرأ أيضًا: أداء خارق بدون تباطؤ حراري.. آيفون 17برو ماكس ينجح في اختبار ألعاب AAA (فيديو)

وأشار الباحث الرئيسي بيتر كاردون، أستاذ الاتصال التجاري في جامعة جنوب كاليفورنيا، إلى أن: "الاستخدام المفرط للذكاء الاصطناعي في رسائل البريد الإلكتروني قد يحمل مخاطر على السمعة والعلاقات داخل بيئة العمل".

ورغم هذه التحفظات، أكد معظم المشاركين أنهم لا يمانعون استخدام الذكاء الاصطناعي بدرجة محدودة لتصحيح الأخطاء أو تحسين الأسلوب، شريطة أن تعكس الرسالة في النهاية شخصية المرسل الحقيقية. فالقبول موجود، لكن الثقة تُفقد عندما يغيب الجانب الإنساني تمامًا.