إلغاء حفل تكريم توم هانكس بجائزة "Sylvanus Thayer".. فما السبب؟
أثار قرار أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية إلغاء حفل تكريم الممثل الحائز على الأوسكار توم هانكس جدلًا واسعًا، بعدما كان من المقرر أن يُمنح جائزة "Sylvanus Thayer" لعام 2025، وهي إحدى أرفع الجوائز التي تقدمها جمعية خريجي الأكاديمية.
الجائزة، التي أُعلن عنها في مايو الماضي، تُمنح لـ"مواطن أمريكي بارز قدّم خدمات جليلة للوطن وتجسّد أعماله قيم شعار الأكاديمية: الواجب، الشرف، الوطن".
وكان من المقرر إقامة الحفل خلال الأسابيع المقبلة، لكن الجمعية ألغت الحدث بشكل مفاجئ، بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست.
اقرأ أيضًا: دانيال كريغ يلمّح لإمكانية جزء رابع من Knives Out (فيديو)
أسباب قرار إلغاء حفل تكريم توم هانكس
في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أعضاء هيئة التدريس، أوضح العقيد المتقاعد مارك بيغر أن القرار جاء من أجل أن تواصل الأكاديمية "تركيزها على مهمتها الأساسية: إعداد الطلاب لقيادة الجيش الأميركي كأكثر قوة قتالية فاعلية في العالم".
لكن هذه الصياغة لم توضح كيف يمكن أن يتعارض تكريم هانكس مع هذه المهمة. وهو ما أثار تكهنات بأن للقرار خلفيات سياسية، خاصة أن الممثل المعروف بمواقفه الإنسانية لم يُخفِ ميوله السياسية.
خلال مسيرته، لم يقتصر دور هانكس على السينما فحسب، بل ارتبط اسمه بمبادرات وطنية عديدة. فقد عمل متحدثًا رسميًا باسم النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية في واشنطن، وشارك في دعم حملة لجمع التبرعات قادها السيناتور الراحل بوب دول من أجل إنشاء النصب التذكاري للرئيس دوايت أيزنهاور. هذه المساهمات كانت جزءًا من أسباب ترشيحه للجائزة.
من جهة أخرى، لا يمكن فصل القرار عن المناخ السياسي الأميركي المنقسم. فهانكس حصل في السابق على وسام الحرية الرئاسي من الرئيس الأسبق باراك أوباما، كما أعلن دعمه للرئيس جو بايدن في انتخابات 2020، فضلًا عن تقديم تبرعات للحزب الديمقراطي.
اقرأ أيضًا: بعد انفصال طويل.. عودة ويل سميث وجادا بينكيت للواجهة
يُنظر إلى جائزة "Sylvanus Thayer" على أنها تكريم وطني رفيع يربط بين المجتمع المدني والعسكري في الولايات المتحدة، وقد مُنحت في السابق لشخصيات بارزة من السياسيين وقادة الفكر. وبالتالي، فإن إلغاء حفل تكريم هانكس لا يعد خطوة بروتوكولية بسيطة.
حتى اللحظة، لم يصدر تعليق رسمي من توم هانكس حول القرار، بينما تستمر وسائل الإعلام الأميركية في تحليل أسبابه وخلفياته، بين من يراه قرارًا إداريًا بحتًا، ومن يراه انعكاسًا لواقع سياسي شديد الاستقطاب.
وبينما يبقى هانكس رمزًا ثقافيًا محبوبًا، سواء عبر أدواره الخالدة مثل فيلم Forrest Gump أو عبر نشاطاته الوطنية، فإن إلغاء هذا التكريم يضع علامة استفهام كبيرة حول العلاقة بين الفن والسياسة والمؤسسة العسكرية في الولايات المتحدة اليوم.
