جريمة قتل تهز مهرجان بيرننج مان في نيفادا
شهد مهرجان بيرننج مان في صحراء نيفادا حادثة مروعة بعدما عُثر مساء السبت على رجل مجهول الهوية غارقًا في دمائه، وفق ما أكد مكتب شرطة مقاطعة بيرشينغ.
الحادث وقع في تمام الساعة 9:14 مساءً، بالتزامن مع لحظة إشعال المجسم الخشبي الشهير الذي يمثل ذروة المهرجان. وذكر تقرير نيويورك تايمز أن أحد المشاركين هو من عثر على الجثة وسارع إلى إبلاغ الشرطة.
وسارع رجال الأمن من المقاطعة، إلى جانب حراس مكتب إدارة الأراضي وعناصر الحراسة المحلية، إلى تطويق الموقع. كما تم استدعاء فريق الأدلة الجنائية من مكتب شرطة مقاطعة واشو لجمع البصمات والأدلة، وسط تأكيدات من قائد الشرطة جيري آلن بأن التحقيق معقد للغاية نظرًا لظروف المكان المؤقت الذي سيختفي كليًا مع نهاية المهرجان.
علاقة وادي السيليكون ورواد التكنولوجيا بمهرجان بيرننج مان
تأتي الجريمة لتلقي بظلالها على حدث اشتهر منذ انطلاقه في ثمانينيات القرن الماضي بصفته تجمعًا ثقافيًا وفنيًا بديلاً، قبل أن يتحول إلى وجهة رئيسية لرواد التكنولوجيا وكبار المستثمرين من وادي السيليكون.
فقد اعتبر إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا أن "بيرننج مان هو وادي السيليكون"، بينما ظهر مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك في إحدى النسخ السابقة ليقدم شطائر الجبن للمشاركين. حتى جيف بيزوس مؤسس أمازون لم يتردد في زيارة الصحراء.
الأكثر ارتباطًا بالمهرجان هما مؤسسا جوجل لاري بايج وسيرجي برين، اللذان اعتادا الحضور بشكل دائم، لدرجة أن أول شعار احتفالي "جوجل دودل" أطلق عام 1998 كان لإبلاغ المستخدمين أن المؤسسين خارج المكتب للمشاركة في الحدث.
هذه الروابط جعلت من بيرننج مان مساحة فريدة للتواصل بين المبدعين والمستثمرين بعيدًا عن الأطر التقليدية، وهو ما يزيد من وقع الجريمة التي وقعت داخل ما يوصف بـ "مدينة وادي السيليكون المؤقتة".
اقرأ أيضًا: عرض عالمي لفرانكشتاين في فينيسيا.. ديل تورو يحوّل الرعب إلى حكاية إنسانية عاطفي
تاريخ الحوادث المأساوية في مهرجان بيرننج مان
ليست هذه المرة الأولى التي يشهد فيها المهرجان أحداثًا مأساوية، إذ قُتل رجل في عام 2017 بعدما ألقى بنفسه داخل المجسم المحترق، وسُجلت حوادث سير قاتلة منذ تسعينيات القرن الماضي.
وفي مفارقة غريبة، شهد الأسبوع الماضي ولادة طفلة تدعى "أورورا" لزوجين لم يكونا على علم بالحمل. ومع ذلك، يبقى حادث القتل الأخير الأكثر صدمة نظرًا لطبيعته الجنائية المباشرة.
التحدي الأكبر أمام السلطات هو أن المهرجان المؤقت، الذي يضم أكثر من 70 ألف مشارك، سينتهي الاثنين، ما يعني أن المدينة بكاملها ستختفي خلال أيام قليلة. قائد الشرطة أشار إلى احتمال الحاجة لتمديد بقاء المشاركين أو تقييد المغادرة من أجل استكمال التحقيقات واستجواب الشهود.
وفي بيان رسمي، أكدت الشرطة أن الجريمة تبدو "حادثًا منفردًا" لكنها دعت الحضور إلى توخي الحذر من محيطهم واليقظة خلال الأيام الأخيرة من الحدث، الذي كان يُفترض أن ينتهي بأجواء احتفالية لكنه تحول إلى مسرح جريمة غير مسبوقة في تاريخه الممتد لـ 38 عامًا.
