كيف يقفز الذكاء الاصطناعي بثروات أصحاب الملايين؟
يشهد عالم التكنولوجيا اليوم طفرة غير مسبوقة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، تُشبه إلى حد كبير حمى الذهب في القرن التاسع عشر، إذ تتوالد الشركات المليارية بمعدل قياسي وتظهر أسماء جديدة بسرعة قياسية في قوائم أثرى أثرياء العالم.
ووفق بيانات "CB Insights"، هناك نحو 500 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تحمل صفة "اليونيكورن"، أي تتجاوز قيمتها مليار دولار، منها حوالي 100 شركة تأسست خلال العامين الماضيين فقط.
القيمة الإجمالية لهذه الشركات تقارب 2.7 تريليون دولار، في حين تتخطى قيمة أكثر من 1,300 شركة ناشئة أخرى حاجز 100 مليون دولار.
ويصف الباحث أندرو ماكافي من معهد "MIT" الوضع بأنه "غير مسبوق خلال أكثر من 100 عام، فقد لم نشهد إنشاء ثروات بهذا الحجم أو بهذا السرعة من قبل".
هذا النمو السريع يعكس قوة الذكاء الاصطناعي في تحويل الأفكار والابتكارات إلى شركات مليارية خلال فترة زمنية قصيرة، وهو ما يثير اندهاش المحللين والمستثمرين حول العالم.
من هم أبرز المليارديرات الناشئين في قطاع الذكاء الاصطناعي ؟
تشير تقارير بلومبرغ إلى أن أربعاً من أكبر شركات الذكاء الاصطناعي الخاصة قد أنشأت ما لا يقل عن 15 مليارديرا بثروة إجمالية تبلغ نحو 38 مليار دولار. من الأمثلة البارزة على ذلك ميرا موراتي، المؤسسة لشركة Thinking Machines Lab، والتي جمعت تمويلاً بقيمة ملياري دولار، ما رفع قيمة شركتها إلى 12 مليار دولار.
كما برزت شركة Anysphere التي شهدت ارتفاع تقييمها من 10 مليارات إلى ما بين 18 و20 مليار دولار خلال أسابيع قليلة، ما يجعل مؤسسها مايكل ترول على أعتاب الانضمام إلى نادي المليارديرات.
هذه الثروات الجديدة لم تُبنى فقط على الابتكار التقني، بل تعتمد على قدرة المؤسسين على جذب الاستثمارات الضخمة وتسريع نمو شركاتهم في سوق عالمي سريع التغير، مما يتيح لهم تحقيق أرباح استثنائية خلال فترة زمنية قصيرة.
اقرأ أيضًا: من وادي السيليكون إلى قمة الثراء.. الذكاء الاصطناعي يصنع مليارديرات جددًا
لماذا أصبح وادي السيليكون مركز الثروة والتكنولوجيا؟
أصبحت منطقة خليج سان فرانسيسكو، المعروفة بوادي السيليكون، المركز الأبرز لموجة الذكاء الاصطناعي هذه، حيث ارتفع عدد المليارديرات فيها إلى 82، متجاوزة نيويورك التي تضم 66 مليارديرا.
خلال العقد الأخير تضاعف عدد أصحاب الملايين في المنطقة، وسُجلت صفقات عقارات قياسية تجاوزت قيمة المنزل الواحد 20 مليون دولار.
ويشير الباحث أندرو ماكافي إلى أن وادي السيليكون ما زال القلب النابض للتكنولوجيا، رغم التوقعات المتكررة بانتهاء هيمنته، مؤكداً أن التركيز الجغرافي والمعرفي في المنطقة يلعب دوراً حاسماً في استمرار ابتكارات الشركات وقيمتها السوقية.
كما يعكس هذا النجاح قدرة وادي السيليكون على جذب المستثمرين والكوادر المتميزة، مما يعزز بدوره فرص إنشاء شركات جديدة وتحقيق ثروات استثنائية في وقت قصير، ويجعل من المنطقة مركزاً عالمياً للثروة والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
