السعودية توسّع تطبيق استمطار السحب ضمن خطط الأمن المائي
أعلن المركز الوطني للأرصاد عن نجاح بارز في مجال استمطار السحب، بعد تنفيذ عملية فعالة لأول مرة خلال فصل الصيف على محافظة رماح شمال شرق الرياض، وأسهمت العملية في زيادة ملموسة في معدلات الهطول المطري، لتشكل خطوة متقدمة في جهود المملكة نحو تعزيز الأمن المائي واستدامة الموارد الطبيعية، مع مراعاة أعلى معايير السلامة البيئية أثناء التنفيذ.
اقرأ أيضًا: تركي آل الشيخ: موسم الرياض القادم يعتمد على المواهب السعودية والخليجية
وأوضح المركز أن التجربة جاءت ضمن مسارٍ توسعي يهدف إلى تغطية نطاقات أوسع داخل المملكة، عبر تخطيط عملياتي يستند إلى بيانات رادارية وصورية لحركة الغيوم، وتحليلات آنية لدرجات الحرارة والرطوبة وسرعات الرياح. ويسمح هذا النهج بتحديد النوافذ الزمنية المثلى للتدخل، وتمييز السحب القابلة للتحفيز بما يرفع كفاءة المهمة ويحدّ من الهدر اللوجستي.
نتائج ميدانية تؤكد فاعلية الاستمطار
نفّذت الفرق الجوية مهماتها بطائرات مخصصة تحمل حمولات مُعايرة من مواد صديقة للبيئة تُنثر بدقة في مناطق الرفع داخل السحب. وترافق ذلك مع رصد مستمر عبر محطات أرضية تقيس شدة الهطول وتوزعه المكاني، إضافة إلى مقارنة القياسات بالقيم التاريخية للمنطقة، وأظهرت القراءات ارتفاعًا واضحًا في الكميات المتساقطة قياسًا بالفترة ذاتها من الأعوام الماضية، مع توسّع رقعة الهطول على نحو يدعم تغذية الجوف المائي والغطاء النباتي المحلي.
الأثر البيئي لاستراتيجيات الاستمطار
يمثل المشروع عنصرًا محوريًا في حزمة حلول تتبناها المملكة للتكيّف مع التغيرات المناخية وتقلبات أنماط الأمطار، ويُركّز البرنامج على رفع الفاعلية التقنية، عبر التدريب المستمر للكوادر، وتطوير بروتوكولات التشغيل، وتوسيع الشراكات العلمية مع مراكز بحثية متخصصة. كما يجري تقييم الأثر البيئي بعد كل مهمة للتأكد من الاتساق مع الأنظمة الوطنية والمعايير الدولية، ومن من دون أي تبعات غير مرغوبة على جودة الهواء أو التربة.
اقرأ أيضًا: انتصارات آسيوية لافتة في الأسبوع الرابع من كأس العالم للرياضات الإلكترونية
ويؤكد المركز الوطني للأرصاد أن نجاح التجربة الصيفية يمهّد لمرحلة توسع مدروس تشمل مناطق إضافية، مع الاستثمار في منصات رصد أكثر دقة وخوارزميات تنبؤية تدعم اتخاذ القرار في الزمن الحقيقي، ومن المنتظر أن تسهم الخطوة في تحسين موثوقية إمدادات المياه، ودعم الزراعة والمراعي، والتقليل من آثار موجات الجفاف، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وشدّد المركز على أن استمطار السحب سيظل أداة مساندة تُستخدم حيثما توافرت شروطها العلمية، وبما يضمن الاستخدام الكفء للموارد ويعظّم العائد المجتمعي.
