الملياردير جيف بيزوس يدفع غرامة شهرية بقيمة 1000 دولار.. لماذا؟
في مشهد يُجسد مدى استعداد الملياردير الأمريكي جيف بيزوس (Jeff Bezos) للتضحية من أجل الخصوصية، يواصل مؤسس Amazon دفع غرامة شهرية ثابتة تبلغ 1000 دولار، بسبب سور نباتي شاهق يحيط بمقر إقامته الفخم في بيفرلي هيلز، أحد أكثر أحياء العالم ترفًا وحصرية.
هذا الحاجز الكثيف من الأشجار ينتهك قوانين البناء المحلية، التي تحدد أقصى ارتفاع مسموح للأسوار الأمامية عند 3.5 أقدام فحسب.
ومع أن السلطات في لوس أنجلوس وجهت عدة إشعارات بشأن المخالفة، فإن بيزوس لم يُبد أي استعداد لإزالة السور أو تقليصه، ما يعكس تمسكه بالخصوصية رغم التكلفة القانونية.
ويؤكد مسؤولو البلدية أن الغرامات لا تزال تُفرض بانتظام، غير أن بيزوس يتعامل معها وكأنها "اشتراك رمزي" في خدمة أمنية يراها أساسية لحماية حياته الشخصية.
وفي ظل تزايد ظاهرة استخدام الطائرات المُسيّرة وانتهاك خصوصية المشاهير، يبدو أن السور الشجري أصبح خيارًا استراتيجيًا أكثر من كونه مجرد عنصر جمالي أو بيئي.
تفاصيل قصر جيف بيزوس الفاخر في لوس أنجلوس
يُعد العقار الذي أثار هذه القضية أحد أرقى القصور في ولاية كاليفورنيا، وهو "Jack Warner Estate" الذي استحوذ عليه بيزوس في عام 2020 مقابل 175 مليون دولار.
ويمتد العقار على مساحة واسعة تقارب تسعة أفدنة، ويضم قصرًا كبيرًا بطراز جورجي أنيق يعود إلى أربعينيات القرن الماضي، إلى جانب بيوت ضيافة متعددة، وحدائق مشذّبة، وملعب غولف، وملعب تنس.
ويتمركز الحاجز النباتي المثير للجدل على أطراف هذا العقار ليعزل القصر عن الشارع والبيئة المحيطة، ما يعزز من مستويات العزلة والهدوء داخل القصر.
ويُعرف العقار أيضًا بقيمته التاريخية، إذ كان في السابق مقرًا لرئيس استوديوهات Warner Bros، ويُمثّل نموذجًا فريدًا للهندسة المعمارية الكلاسيكية الممزوجة بترف الحياة المعاصرة.
كيف يواجه بيزوس انتهاك قوانين الخصوصية في أمريكا؟
من الواضح أن جيف بيزوس لا يرى في الغرامة المقررة عبئًا يستحق التنازل، بل يعيد تعريف العلاقة بين القانون والخصوصية، ففي الوقت الذي تُلزم فيه القوانين سكان بيفرلي هيلز بالالتزام بحدود الارتفاع للأسيجة الأمامية حفاظًا على طابع الحي، يختار بيزوس خرق هذا القانون بدفع غرامة منتظمة، معتبرًا أن الحماية من عدسات المتطفلين والمُراقبة المستمرة أولى من الالتزام الحرفي بالقواعد.
وبينما يرى البعض أن الملياردير يستخدم ثروته لتجاوز النظام، يرى آخرون أنه يُعبّر عن حاجة حقيقية للخصوصية في عالم تتلاشى فيه الحدود بين الحياة العامة والخاصة.
ومع توسع اهتمام الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي بكل ما يخص حياة الأثرياء، تصبح هذه الواقعة نموذجًا للصراع بين القوانين التقليدية ومتطلبات الواقع الرقمي الحديث، وما بين الغرامة الشهرية وراحة البال، يبدو أن بيزوس قد حسم خياره مبكرًا.
