جزيرة بـ 50 ألف دولار لليلة: فخامة عربية في قلب إفريقيا (فيديو)
دشّنت مجموعة جميرا Jumeirah Group، منتجعًا حصريًا على جزيرة خاصة قبالة سواحل تنزانيا، تبلغ تكلفة الإقامة فيه نحو 50 ألف دولار لليلة الواحدة. المشروع الجديد لا يمثل مجرد إضافة إلى محفظة الضيافة الإماراتية، بل يُعد مؤشرًا واضحًا على التوسع الاستثماري الخليجي في سوق السياحة الفاخرة في إفريقيا، أحد آخر الأسواق غير المشبعة عالميًا.
اقرأ أيضَا: منتجع في الكويت يصنف كأفضل منتجع شاطئي في العالم
يقع المنتجع الفاخر ضمن محمية بحرية خاصة، ويقدّم تجربة إقامة متكاملة تشمل فيلا فارهة للاستعمال الحصري، ويخت كاتاماران، إلى جانب خدمة نقل عبر المروحيات. وتكمن خصوصية هذا المشروع في كونه يستهدف فئة من المسافرين الباحثين عن الرفاهية المطلقة والعزلة، في محيط طبيعي غير ملوّث ومحمٍ بيئيًّا، ما يجعل منه نموذجًا لمستقبل السفر الراقي الذي يدمج بين الخصوصية والوعي البيئي.
هل أصبحت إفريقيا الوجهة الجديدة للسياحة الفاخرة؟
الجزيرة التي تديرها جميرا تمثل جزءًا من طفرة أوسع تشهدها إفريقيا في مجال الضيافة والسياحة الراقية. فقد باتت القارة وجهة استثمارية جاذبة لمليارديرات العالم ورواد التكنولوجيا والمستثمرين الخليجيين، الذين ضخوا خلال الأعوام الأخيرة رؤوس أموال ضخمة في مشروعات تشمل رحلات السفاري، والتخييم الفاخر، وتتبع الغوريلا، والإقامة في مزارع الكروم، إلى جانب المنتجعات الشاطئية.
ويُنظر إلى إفريقيا باعتبارها "الحدود الأخيرة" للسياحة الفاخرة، نظرًا لتنوّع بيئاتها الطبيعية، وقلة المنافسة مقارنةً بمناطق أكثر ازدحامًا مثل المالديف أو الكاريبي، ما يمنحها ميزة تنافسية فريدة.
اختيار جميرا لتدشين هذا المشروع في تنزانيا تحديدًا يُبرز وعيًا استثماريًا دقيقًا باستغلال الفرص الصاعدة، خصوصًا في ظل سعي الحكومات الإفريقية لتعزيز بنيتها التحتية السياحية وفتح الأبواب أمام المستثمرين الأجانب. كما أن المشروع يكرّس مكانة دبي كمركز عالمي لإدارة واستثمار الضيافة الفاخرة خارج حدودها الجغرافية.
وتتماهى هذه الخطوة مع التوجّه الإماراتي الأوسع الذي يهدف إلى تنويع الاستثمارات في قطاعات غير نفطية، وبناء جسور اقتصادية مع القارة الإفريقية التي تُعد سوقًا ناشئة ذات إمكانات واعدة، خاصة في قطاعات التجزئة والسياحة والطاقة.
ما يميّز هذه الموجة الجديدة من الاستثمارات السياحية هو أنها لا تقتصر على الفخامة بمعناها التقليدي، بل تتبنى أيضًا نهجًا أكثر وعيًا بالبيئة والمجتمعات المحلية. المنتجع التنزاني، مثلًا، يلتزم بعدم التأثير على النظام البيئي البحري المحيط، ويوظّف جزءًا من دخله لدعم جهود الحماية البيئية.
ويُتوقع أن تتوسع مثل هذه المشاريع في إفريقيا خلال السنوات المقبلة، لتُعيد رسم خريطة السياحة العالمية عبر تقديم تجارب شخصية عالية المستوى في بيئات نادرة ونائية، تجمع بين التفرّد والمسؤولية.
