الرئيس السابق لـ Google: لا تفكير عميق مع التنبيهات... والتركيز يبدأ من إطفاء الهاتف
أكد الرئيس التنفيذي السابق لشركة Google، إريك شميدت (Eric Schmidt)، أن إيقاف الهاتف المحمول بشكل كامل هو الخطوة الأساسية لاستعادة القدرة على التركيز والتفكير العميق، سواء في بيئة العمل أو لحظات الاسترخاء.
وجاءت تصريحات شميدت خلال مشاركته في بودكاست "Moonshots"، حيث تحدّث عن التحديات التي تواجه الباحثين والشباب في عصر التقنية الحديثة، نتيجة الكم الهائل من المشتتات التي تسببها الهواتف الذكية.
وقال شميدت: "أعمل مع عدد كبير من الباحثين الشباب في العشرينيات من عمرهم، وكان سؤالي هو: كيف يمكنهم أداء أبحاث معمّقة وسط كل هذه التنبيهات؟" وأجاب: "الإجابة بسيطة: إنهم يطفئون هواتفهم. لا يمكن للمرء التفكير بعمق وجهازه يهتز باستمرار".
اقرأ أيضًا: دول تحتكر ثروات العالم.. مليارديرات بـ16 تريليون دولار
ويمثل هذا التصريح تحولًا لافتًا من أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في تطور الإنترنت وتقنيات الهواتف الذكية، إذ تولى شميدت قيادة Google بين عامي 2001 و2011، وشارك في تطوير أنظمة تشغيل مثل Android، التي تعتمد على إرسال الإشعارات، وهو ما اعترف به بشكل صريح قائلًا: "لقد قضينا سنوات نحاول استثمار كل لحظة من انتباهك من خلال الإعلانات والمحتوى والترفيه، وهو ما يتعارض مع نمط التفكير الإنساني التقليدي الذي يحتاج إلى التأمل والهدوء".
وربط شميدت بين الإشعارات الرقمية وتراجع التركيز العام، مستندًا إلى أبحاث علمية تشير إلى أن متوسط مدة التركيز أمام شاشة الحاسوب تراجعت إلى 47 ثانية فقط، بعدما كانت في حدود دقيقتين ونصف قبل عشرين عامًا، ويُعزى هذا التراجع إلى كثرة التنبيهات والانقطاعات المتكررة التي يفرضها الاستخدام المستمر للأجهزة الذكية.
هل تؤثر إشعارات الهاتف على التركيز والصحة النفسية؟
وأضاف شميدت أن الأمر لا يتوقف على بيئة العمل فقط، بل يمتد إلى محاولة الاسترخاء، وقال: "من المفارقات أن هناك تطبيقات رقمية تزعم أنها تساعدك على الاسترخاء، بينما الحل الحقيقي هو إطفاء الهاتف وممارسة الاسترخاء بالشكل التقليدي الذي اعتاده الإنسان طوال آلاف السنين".
ردود الفعل على تصريحات شميدت لم تتأخر، حيث سارعت شركات تطبيقات التأمل إلى الدفاع عن أهمية التقنية في مجال العافية النفسية، وقال متحدث باسم تطبيق Calm "ليس كل وقت الشاشة مضرًا".
وتعكس هذه المواقف تباين الرؤى بين مؤسسي التقنية الحديثة واللاعبين الجدد في سوق التطبيقات الصحية، خاصة في ظل تصاعد النقاش العالمي حول تأثير الهواتف الذكية على التركيز والصحة النفسية.
وبينما يدعو شميدت إلى العودة لأساليب التركيز الكلاسيكية، ترى شركات التطبيقات أن الحل يكمن في التوجيه الرقمي الذكي لا القطيعة التامة.
