ترامب في مواجهة ماسك: هل تتأثر سبيس إكس بعاصفة الخلاف؟
في تصعيد جديد لخلافاته مع الملياردير إيلون ماسك، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية إنهاء العقود الحكومية المبرمة مع شركات ماسك، وعلى رأسها "سبيس إكس" (SpaceX). وجاء ذلك ضمن منشور له على منصة "تروث سوشيال، قال فيه إن الحكومة يمكن أن "توفر ملايين الدولارات" إذا أوقفت التعاون مع ماسك، مضيفًا أن الأمر قد يدفعه "للعودة إلى جنوب أفريقيا".
تلك التصريحات جاءت في ذروة خلاف شخصي بين الطرفين، اشتعل بسبب انتقادات ماسك لقانون "Big Beautiful Bill"، ومطالبته بكشف ملف "جيفري إبستين" الذي رفض ترامب الإفصاح عنه.
لكن هذه المحاولة لقطع العلاقات لم تسر كما خُطط لها. فقد كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة الخدمات العامة أصدرت تعليمات عاجلة إلى وزارة الدفاع لتقديم تقرير مفصل حول جميع العقود الموقعة مع "سبيس إكس"، إلى جانب طلب مماثل لوكالة ناسا.
الهدف كان واضحًا: فحص ما إذا كان من الممكن إحلال جهة منافسة محل ماسك. إلا أن النتائج جاءت بما لا يرضي البيت الأبيض، إذ أظهرت المراجعة أن "سبيس إكس" تُشكّل عنصرًا محوريًا لا يمكن الاستغناء عنه في البنية الفضائية والعسكرية الأمريكية.

لماذا تعتمد ناسا والبنتاغون على SpaceX؟
سُرعان ما أكدت المراجعة أن "سبيس إكس" لا تملك فقط عقودًا ضخمة، بل تقدم خدمات لا بديل حقيقي لها حتى اللحظة. أبرز هذه الخدمات هو تشغيل مركبة "Crew Dragon"، وهي حاليًا المركبة الأمريكية الوحيدة المعتمدة رسميًا لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية والعودة منها.
وما يزيد من أهمية هذه المركبة هو حادثة وقعت مطلع هذا العام، حين علق رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني ويليامز في المحطة لمدة 286 يومًا بسبب عطل أصاب مركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة بوينغ. عندها تدخلت "Crew Dragon" وأنقذتهما بنجاح، ما أكد مجددًا ريادة "سبيس إكس".
وفي الوقت نفسه، تواصل الشركة احتكارها النسبي لسوق إطلاق الأقمار الصناعية والمهمات الوطنية، متفوقة على منافسين مثل بوينغ الذين يواجهون تأخيرات مستمرة. خلال عام 2025، فازت الشركة بعقد ضخم بقيمة 5.9 مليارات دولار لتنفيذ 28 رحلة أمن قومي. كما أطلقت في مايو الماضي قمرًا صناعيًا جديدًا ضمن مشروع GPS لصالح "قوة الفضاء الأمريكية"، ومن المقرر أن تُطلق طاقمًا جديدًا لناسا في الأسابيع المقبلة.
اقرأ أيضًا: ثروة ماسك تتراجع بشكل مفاجئ بعد تهديد ترامب
هل تعتمد ناسا على سبيس إكس بشكل دائم؟
على الرغم من التوتر العلني بين الأطراف، لم تُسجّل أي تأثيرات مباشرة على استمرار العقود الموقعة مع شركة "سبيس إكس". فالشركة لا تزال تحظى بثقة المؤسسات الحكومية، وتحصد عقودًا جديدة بفضل كفاءتها التقنية وسجلها الناجح في تنفيذ المهام الفضائية.
وتشير المعطيات إلى أن "سبيس إكس" أصبحت عنصرًا لا غنى عنه في منظومة الفضاء الأميركية، خصوصًا في ظل غياب بديل متكامل يوفر نفس المستوى من الاعتمادية والجاهزية. ولهذا، تُبنى العلاقة الحالية بين الشركة والوكالات الحكومية على أسس عملية واحترافية تتجاوز أي اعتبارات شخصية أو ظرفية.
