يخت نورد يعبر القطب الشمالي في رحلة نادرة للملياردير ألكسي مورداتشوف
في وقت يكتفي فيه أصحاب المليارات برسو يخوتهم في مياه الريفييرا المتوسطية، اختار الملياردير الروسي ألكسي مورداتشوف (Alexey Mordashov) مسارًا لا يشبه سواه، موجّهًا يخته الأسطوري Nord بطول 465 قدمًا نحو الشمال الأقصى، متجاوزًا سواحل ألاسكا باتجاه بحر تشوكشي، ليقترب من جزيرة رانغل النائية، حيث تتجوّل الدببة القطبية بحرية في واحدة من أقسى بقاع الأرض برًّا وبحرًا.
اقرأ أيضًا: Ivanova يضع يخت Extra X90 Fast على خارطة السرعة والترف
اليخت الذي تبلغ قيمته التقديرية نحو 500 مليون دولار، ظهر مجددًا بعد اختفاء إعلامي طويل دام ثلاث سنوات، ليصبح أول يخت فاخر يرفع العلم الروسي ويعبر إلى هذه المياه القطبية.
وقد حصل Nord على تصريح خاص من الوكالة الفيدرالية الروسية GlavSevmorput يتيح له الإبحار في مياه القطب الشمالي خلال الفترة من 1 أغسطس وحتى 30 سبتمبر 2025، وهي النافذة الزمنية الوحيدة التي تبقى فيها تلك المساحة البحرية، الممتدة على أكثر من 595 ألف كيلومتر مربع، خالية من الجليد نسبيًا.
قدرات يخت نورد في مواجهة الجليد القطبي
وتكمن فرادة هذا التحدي في أن Nord لم يُصمم ككاسحة جليد تقليدية، بل كتحفة بحرية ذات قدرات مزدوجة: من جهة هو قصر عائم بمواصفات فائقة الفخامة قادر على استضافة 36 ضيفًا وسط مستويات رفاهية قصوى، ومن جهة أخرى هو هيكل فولاذي من عشرة آلاف طن يتمتع بتصنيف ملاحي مقاوم للجليد، يتيح له الإبحار في ظروف شديدة القسوة.
لم يُكشف حتى الآن عن هوية الضيوف المرافقين لمورداتشوف في هذه الرحلة النادرة، غير أن ما يُعرف يقينًا أن الملياردير الروسي، الذي يرأس مجموعة Severstal العملاقة في صناعة الفولاذ، يُجسد في هذه المغامرة شخصية رجل الفولاذ فعليًا لا مجازًا.
ومنذ انطلاقه من شرق روسيا، بدا أن Nord لا يبحث عن المياه الفيروزية ولا الشواطئ الذهبية، بل عن اختبار أقصى الحدود. فبينما تُصادر يخوت روسية أخرى في أوروبا أو تُقيّد حركتها بمراسيم العقوبات، يشق مورداتشوف طريقه بهدوء وثقة نحو المجهول، مُستعرضًا قُدرات يخته كأنها رسالة قوة وهُوية وجرأة تتجاوز حدود المال والترف.
بهذه المغامرة، يتحوّل Nord من رمز للرفاهية إلى سفينة استكشاف لا مثيل لها... في مشهد يكشف عن وجه جديد لليخوت الفاخرة: وجهٌ لا يهاب الصقيع، ولا يتردّد في الإبحار صوب نهايات العالم.
