“يخت Venus”.. حكاية التصميم السري لستيف جوبز
لم يكن ستيف جوبز، مؤسس Apple، مجرد رجل أعمال شغوف بالتقنية، بل كان دقيقًا في كل تفصيلة تتعلق بحياته وعمله، حتى أثناء إجازاته.
هذا ما جسّده خلال تصميمه ليخته الخاص Venus، الذي بلغت تكلفته 120 مليون دولار وطوله 256 قدمًا، بالتعاون مع شركة Feadship والمصمم الفرنسي فيليب ستارك Philippe Starck.
الهدف من تصميم اليخت لم يكن ترفيهيًا فحسب، بل أراده جوبز أن يكون مساحة عمل مثالية تُتيح له تطوير أجهزة Apple، وعلى رأسها الآيفون، في أجواء عازلة للضوضاء ومُحفّزة على التركيز.
لذلك وُضعت غرف أبنائه في مقدمة اليخت، بينما خُصص الجناح الخلفي بالكامل ليكون مساحته الشخصية ومكتبه الخاص، معزولًا عن بقية أفراد العائلة. هذه المنطقة صُممت باستخدام عوازل صوتية عالية الجودة لتسمح له بالعمل دون مقاطعة حتى في عرض البحر.
هل استخدم ستيف جوبز "فينوس" لتطوير أجهزة Apple؟
رغم تصميم اليخت بدقة ليكون بمثابة مختبر متنقّل لتطوير المنتجات، فإن القدر لم يمنح جوبز الوقت الكافي للاستفادة منه. فقد توفي في عام 2011 قبل الانتهاء من بناء "فينوس"، ما جعله لا يختبر بنفسه نتيجة هذا المشروع الشخصي الفريد.
اليخت اليوم مملوك لأرملته لورين باول جوبز Laurene Powell Jobs، التي قررت الحفاظ على خصوصيته ورفضت نشر أي صور من داخله، ما جعله محاطًا بالغموض كما كان جوبز يُحب.
ومن المعروف أن جوبز كان يُفضّل العمل في بيئات نظيفة وبسيطة وخالية من الضجيج، وهو ما تجسّد بالكامل في هندسة "فينوس" الداخلية التي كانت بمثابة امتداد لرؤيته التقنية.
كيف أنقذ جوبز صانعي اليخت من غرامات بيئية؟
بعيدًا عن التصميم الفاخر، كان لستيف جوبز قرار مصيري ساهم في حماية شركة Feadship من أزمة قانونية لاحقة. فعند اختيار المواد، أصر جوبز على استخدام خشب الحور الإسباني بدلًا من خشب الساج البورمي، الذي كان شائعًا وقتها في صناعة اليخوت الفاخرة.
اقرأ أيضاً Hargrave تطلق أول يخت Tri-Deck بتصميم مبتكر ومواصفات فاخرة
لاحقًا، تم فرض عقوبات وغرامات من الاتحاد الأوروبي على الشركات التي استخدمت الساج البورمي، نظرًا لمخاوف بيئية وإنسانية تتعلق بمصدره. لكن تصميم جوبز الاستباقي جنب صُنّاع "فينوس" هذه المشاكل، مما عُدّ خطوة ذكية تعكس حنكته المعتادة.
وهكذا، لم يكن "فينوس" مجرد يخت خاص، بل شاهدًا على كيف يمكن لفكر جوبز أن يؤثر حتى في اختيار نوع الخشب... من أجل منتج مثالي حتى وإن لم يُكمل رحلته عليه.
