بين الإنجازات والفوضى.. مهندس يكشف الجانب الخفي لـ OpenAI
في تدوينة شخصية نُشرت عبر منصة Substack مؤخرًا، قدّم المهندس السابق كالفن فرينش-أوين لمحة صريحة ونادرة من داخل شركة OpenAI، التي تُعد اليوم من أبرز الأسماء في عالم الذكاء الاصطناعي. فرينش-أوين، الذي شارك سابقًا في تأسيس شركة Segment، انضم إلى OpenAI لمدة عام عمل خلاله على إطلاق وكيل الترميز Codex، قبل أن يقرر العودة إلى عالم الشركات الناشئة.
اقرأ أيضًا: OpenAI تستعد لاطلاق "متصفح ذكي".. هل تهدد عرش Google؟
خلال عامه في OpenAI، ارتفع عدد الموظفين من ألف إلى ثلاثة آلاف، ما يعكس التوسّع السريع الذي تشهده الشركة، مدفوعًا بنجاح منتجاتها الاستهلاكية وعلى رأسها ChatGPT الذي تجاوز 500 مليون مستخدم نشط بحلول مارس 2025. لكن هذا النمو الهائل كان له ثمن تنظيمي باهظ.وذلك وفقًا لموقع techcrunch.
ما هي أسباب الفوضى دخل OpenAI ؟
أشار فرينش-أوين إلى أن التوسع السريع أدّى إلى فوضى داخلية في مختلف الجوانب، من البنية الإدارية إلى التنسيق بين الفرق، حيث كانت فرق متعددة تُعيد بناء أدوات متشابهة دون تنسيق، وهو ما تسبب بتكرار الجهود وتضارب الأكواد.
رغم حجم الشركة المتزايد، يصف فرينش-أوين بيئة OpenAI بأنها لا تزال تحتفظ بروح الشركات الناشئة، حيث تُنجز الأفكار بسرعة من دون قيود بيروقراطية، مضيفًا أن الفريق الذي عمل معه – ويضم ثمانية مهندسين، وأربعة باحثين، ومصممين، ومدير منتجات – نجح في إطلاق Codex خلال سبعة أسابيع فقط، في تجربة وصفها بالسحرية، نظرًا للإقبال الفوري من المستخدمين.
بسبب تسليط الأضواء المستمر من وسائل الإعلام والمجتمع التقني، تحرص OpenAI على سرية مشددة. لكنها أيضًا تراقب ما يُنشر على منصة X (تويتر سابقًا)، حيث قد تؤدي التغريدات الرائجة إلى ردود فعل داخل الشركة. يعلّق فرينش-أوين ساخرًا: "يبدو أن الشركة تُدار وفق مزاج تويتر".
من أبرز المفاهيم المغلوطة، حسب فرينش-أوين، أن OpenAI لا تُعير اهتمامًا كافيًا لسلامة الذكاء الاصطناعي. إلا أن الواقع مختلف، إذ يوضح أن الشركة تركز على جوانب السلامة العملية مثل خطاب الكراهية، والتلاعب ، والانتحار، وليس فقط المخاطر النظرية البعيدة. كما أنها تُدرك حجم مسؤوليتها تجاه مئات الملايين من المستخدمين الذين يعتمدون على تقنياتها في الطب، والتعليم، والدعم النفسي.
يكشف فرينش-أوين عن صورة معقدة ومتعددة الأوجه لشركة OpenAI، تجمع بين طموحات تقنية لا حدود لها وفوضى داخلية تقود إلى ابتكار غير تقليدي. تجربة تثبت أن طريق الذكاء الاصطناعي ليس دائمًا ممهدًا – لكنه حتمًا مثير.
