300 مليون روبوت بشري قبل نهاية 2025.. والتحديات أكبر من التوقعات
رغم الزخم المتنامي حول قطاع الروبوتات الشبيهة بالبشر، توقعت شركة UBS السويسرية أن التحول الجذري نحو الاعتماد واسع النطاق على هذه التقنية لن يتحقق قبل خمس سنوات على الأقل. وذكرت فيليس وانغ، محللة الصناعات الصينية لدى UBS، أن القطاع لم يصل بعد إلى "اللحظة المفصلية" التي تُطلق المبيعات من مليون إلى عشرة ملايين وحدة خلال فترة وجيزة، كما حدث مع السيارات الكهربائية سابقًا.
ورغم تزايد الاهتمام الإعلامي والاستثماري، لا تزال الروبوتات البشرية تُواجه تحديات تقنية وهيكلية بارزة، تشمل محدودية قدرات الذكاء الاصطناعي، نقص البيانات الضخمة، وغياب الإطار التشريعي المنظّم، وفقًا لتقديرات UBS.
اقرأ أيضًا: الروبوت «Ameca» .. الإنسان الآلي الأكثر تطورًا في العالم
تتوقّع UBS أن يتجاوز عدد الروبوتات البشرية حول العالم 300 مليون وحدة بحلول نهاية عام 2025، مع طلب سنوي يصل إلى 86 مليون وحدة. وتُقدّر القيمة السوقية لسلسلة الصناعة بما يتراوح بين 1.4 و1.7 تريليون دولار، خاصة في القطاعات التي تُعاني من نقص حاد في القوى العاملة، مثل رعاية كبار السن وإعادة تشكيل سلاسل الإمداد.
الصين تسرّع الخطى
خلال العام الجاري، خطفت روبوتات شركة Unitree Robotic الأضواء في الصين بعد مشاركتها في عروض خلال احتفالات رأس السنة، بالإضافة إلى مسابقات رياضية ومعارض تقنية جذبت أنظار الإعلام والمستثمرين. كما لعبت الحكومة الصينية دورًا محوريًا في دعم القطاع، حيث تبنّى رئيس مجلس الدولة مفهوم "الذكاء المتجسد"، وأعلنت مدن كبرى مثل بكين وشنتشن وشنغهاي عن إنشاء صناديق استثمارية خاصة ضخت رؤوس أموال كبيرة في المجال.
شهد عام 2023 طفرة تمويلية كبيرة، إذ ارتفع عدد صفقات الاستثمار في الروبوتات البشرية من 6 صفقات فقط بقيمة 63 مليون دولار في 2022، إلى 40 صفقة بقيمة 562 مليون دولار. وفي الأسبوع الأخير فقط، جمعت شركة ديب روبوتيكس من هانغتشو 70 مليون دولار، بينما حصلت شركة روبوتيرا في بكين على تمويل بنفس القيمة. أما شركة تارس في شنغهاي، فقد أغلقت جولة بـ122 مليون دولار رغم عدم طرحها لأي منتج تجاري بعد.وذلك وفقًا لبيانات UBS.
وفي خطوة نوعية، أعلنت شركة أجيبوت في شنغهاي عن نيتها الاستحواذ على شركة سوانكور للمواد المتقدمة، ما قد يجعلها أول شركة روبوتات بشرية تُدرج في البورصة الصينية.
ورغم الجهود الضخمة، لا تزال قدرات الروبوتات الحالية دون مستوى الاعتمادية الكاملة. ففي تجربة حية داخل مصنع لإنتاج قطع غيار السيارات في إقليم سيتشوان، احتاج روبوت من شركة أجيبوت إلى 40 ثانية لنقل صندوق واحد، مقارنة بـ30 ثانية فقط للعامل البشري، ما يسلّط الضوء على فجوة لا تزال قائمة بين الطموح والواقع.
