دراسة تحذر: ذوبان الجليد قد يجعل البراكين أكثر عنفًا
في دراسة جرى عرضها خلال مؤتمر Goldschmidt 2025، كشف علماء من جامعة ويسكونسن-ماديسون أن تراجع الأنهار الجليدية يمكن أن يؤدي إلى نشاط بركاني أكثر تكرارًا وتفجّرًا. اعتمد الفريق على تحليل نظائر الأرجون لتأريخ ثورانات ستة براكين في جنوب تشيلي، حيث تبين أن النشاط البركاني تراجع خلال ذروة العصر الجليدي الأخير بين 26 و18 ألف سنة مضت، لكنه تصاعد مجددًا مع انحسار الجليد.
اقرأ أيضًا: شاهد| حفلة شواء على فوة بركان ثائر!
تشير النتائج إلى أن الأغطية الجليدية الكثيفة تُشكّل ضغطًا يُعيق صعود الصهارة إلى السطح، ما يتسبب في تراكمها على عمق يتراوح بين 10 و15 كيلومترًا. ومع ذوبان الجليد وتراجع الكتلة، ينخفض الضغط على القشرة الأرضية، ما يسمح للغازات المحبوسة داخل حجرة الصهارة بالتمدد، ويزيد من احتمال وقوع ثوران انفجاري.
أنتاركتيكا على قائمة المراقبة
قال الباحث بابلو مورينو-ياغر إن الدراسة تؤكد أن هذه الظاهرة لا تقتصر على آيسلندا، بل يمكن أن تنطبق على قارات أخرى، وخصوصًا القارة القطبية الجنوبية، التي تضم أكثر من 100 بركان مدفون تحت الجليد. وأضاف: "المفتاح هو وجود غطاء جليدي سميك فوق حجرة الصهارة، وعندما يبدأ هذا الغطاء بالذوبان، تبدأ ساعة الثوران بالعد التنازلي".
رغم ندرة السكان في معظم مناطق الخطر، فإن تأثير الانفجارات قد يتجاوز الحدود المحلية، كما حدث عام 2010 مع بركان Eyjafjallajökull في آيسلندا، الذي عطّل الطيران في أوروبا لأسابيع. كما أن الكبريت المنبعث من البراكين قد يؤدي إلى تبريد مؤقت للأرض، في حين تسهم كميات ثاني أكسيد الكربون المرافقة في زيادة الاحتباس الحراري على المدى البعيد.
الدراسة تدعم توقعات سابقة بأن ذوبان طبقة جليدية بسماكة كيلومتر واحد قد يؤدي إلى انبعاث أكثر من 50 مليون طن من المواد البركانية. ومع احتمال تسارع هذا الذوبان، يصبح التفاعل بين تغيّر المناخ والنشاط البركاني موضوعًا بالغ الأهمية للعلماء وصنّاع القرار حول العالم.
