أندونيسيا ترفع حالة التأهب القصوى بعد ثوران بركاني عنيف (فيديو)
شهدت إندونيسيا صباح الإثنين ثورانًا عنيفًا لجبل ليووتوبي لاكي لاكي Mount Lewotobi Laki Laki، حيث أطلق عمودًا كثيفًا من الرماد البركاني وصل ارتفاعه إلى 18 كيلومترًا (ما يعادل 11 ميلًا)، وهو ما جعله أحد أعنف الثورات البركانية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، بحسب ما نقلته شبكة CNN عن هيئة الجيولوجيا الإندونيسية.
ويقع البركان في منطقة فلوريس تيمور، وظل تحت أعلى مستوى من التأهب منذ يونيو الماضي. وحتى لحظة صدور التقرير، لم تُسجل أي إصابات بشرية، في حين غطى الرماد المتساقط عددًا من القرى المجاورة، مستحضرًا في الأذهان ذكرى ثوران نوفمبر 2024، الذي أسفر حينها عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة العشرات.
اقرأ أيضًا: ألوان المريخ الحقيقية: صورة مذهلة تكشف أسرار الكوكب الأحمر
سحب ساخنة وحركة لافا عنيفة
سجّلت هيئة الجيولوجيا الإندونيسية تدفق كميات كبيرة من الغازات الساخنة المصحوبة بالصخور والحمم البركانية، انحدرت لمسافة تُقدّر بخمسة كيلومترات على منحدرات جبل ليووتوبي. وأظهرت الصور التي التقطتها طائرات مسيّرة أن فوهة البركان امتلأت بالكامل بالحمم، في مؤشر على نشاط داخلي مكثف وارتفاع حركة الماغما، ما أدى إلى سلسلة من الزلازل البركانية المتتابعة.
وأوضح محمد وافي، رئيس الهيئة، خلال مشاركته في ندوة علمية في سويسرا، أن "ثورانًا بهذا الحجم يحمل معه مستوى خطر أعلى، لا سيما لجهة تأثيره على حركة الطيران"، وأضاف: "سنعمل على إعادة تقييم منطقة الخطر لتوسيع نطاقها وضمان خلوها من السكان والأنشطة السياحية".
وكانت السلطات قد رفعت مستوى التأهب إلى الدرجة الرابعة – الأعلى على سلم التحذير – منذ ثوران سابق وقع في 18 يونيو، وقررت توسيع نطاق المنطقة المحظورة إلى دائرة نصف قطرها سبعة كيلومترات مع تصاعد النشاط البركاني. ولا يزال مطار "فرانس سيدا" المحلي مغلقًا منذ أوائل العام الماضي، عقب عملية إجلاء شملت نحو 6,500 شخص من المناطق المحيطة بالجبل.
ويبلغ ارتفاع جبل ليووتوبي نحو 1,584 مترًا، ويتكوّن من فوهتين توأم تُعرفان باسم ليووتوبي لاكي لاكي وليووتوبي بيريمبوان، ويُعد من بين البراكين النشطة ضمن أرخبيل إندونيسيا، الذي يضم أكثر من 120 بركانًا نشطًا ضمن "حلقة النار" الزلزالية في المحيط الهادئ. ويُعد هذا الثوران الأكبر في البلاد منذ انفجار بركان ميرابي عام 2010، والذي تسبب حينها بمقتل 353 شخصًا وتشريد أكثر من 350 ألفًا.
