زلزال في عالم الفورمولا1.. ريد بُل تقيل هورنر بعد 20 عامًا
في خطوة مفاجئة تهزّ عالم الفورمولا 1، أعلنت مجموعة "ريد بُل" Red Bull عن إقالة "كريستيان هورنر" Christian Horner من مهامه كمدير للفريق الأول، بعد عشرين عامًا قضاها على رأس فريق Red Bull Racing منذ تأسيسه عام 2005.
وجاء القرار في بيان رسمي صدر يوم الأربعاء، أكدت فيه الشركة الأم Red Bull GmbH أن "هورنر قد أُعفي من مسؤولياته التشغيلية بدءًا من اليوم"، بحسب ما أورده موقع BBC Sport.
هورنر، البالغ من العمر 51 عامًا، قاد الفريق خلال مسيرته إلى ثمانية ألقاب للسائقين وستة ألقاب للصانعين، كان أبرزها مع سيباستيان فيتل بين 2010 و2013، وماكس فيرستابن الذي أحرز أربعة ألقاب متتالية من 2021 حتى 2024. لكن سلسلة من التراجعات على مستوى الأداء، والانقسامات داخل الإدارة العليا، أضعفت موقعه في الفريق خلال الأشهر الماضية.
اتهامات سابقة وتصدّع داخلي
جاء قرار إقالة كريستيان هورنر بعد مرور سبعة عشر شهرًا على توجيه اتهامات له من قِبل إحدى موظفات فريق ريد بُل، تضمنت مزاعم بسوء السلوك وتصرفات غير أخلاقية. وقد خضع هورنر في حينه لتحقيقين منفصلين، أحدهما داخلي والآخر خارجي، انتهيا كلاهما إلى تبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه.
ورغم إسدال الستار رسميًا على القضية، إلا أن تداعياتها تركت أثرًا بالغًا في البنية الداخلية للفريق، إذ مثّلت شرارة أولى لانقسامات عميقة، خاصة مع المواقف العلنية لبعض الشخصيات المؤثرة مثل جوس فيرستابن، والد السائق ماكس، الذي حذّر من أن استمرار هورنر في منصبه "سيقود الفريق إلى الانهيار".
وفي خضم تلك التوترات، غادر عدد من كبار مسؤولي ريد بُل الفريق خلال الأشهر الماضية، من أبرزهم المصمم الأسطوري أدريان نيوي، والخبير الرياضي جوناثان ويتلي، ورئيس قسم الاستراتيجيات ويل كورتناي، ما عمّق الانقسام وزاد من حالة التذبذب داخل المنظومة.
اقرأ أيضًا: تايلاند تطارد لقب أغلى سباق في تاريخ الفورمولا 1
وقد تم تعيين الفرنسي "لوران ميكيس" Laurent Mekies، البالغ من العمر 48 عامًا، مديرًا تنفيذيًا للفريق خلفًا لهورنر، بعد أن شغل منصب القيادة في الفريق الرديف "ريد بُل رايسينغ بولز". كما تولّى الإنجليزي آلان بيرمان منصب مدير الفريق الرديف بدلًا من ميكيس، بعد أن كان يشغل دور المدير الرياضي.
ورغم وضوح الهيكلة الإدارية الجديدة، تلوح في الأفق تساؤلات حرجة بشأن مستقبل ماكس فيرستابن، الذي عبّر مرارًا عن استيائه من الأجواء الداخلية، خصوصًا في ظل تراجع أداء الفريق، الذي لم يحقق سوى انتصارين هذا الموسم، بينما انتزعت ماكلارين الصدارة. وبرغم أن عقد فيرستابن يمتد حتى عام 2028، فإن اسمه بات يتردّد بقوة ضمن حسابات مرسيدس للموسم المقبل.
ويرى بعض المحللين أن إقالة هورنر قد تكون خطوة استباقية لحماية العلاقة مع فيرستابن، بينما يرى آخرون أنها جاءت متأخرة، بعد أن أنهكت الصراعات الداخلية أعمدة الفريق على مدى عام كامل.
