تكلفة مذهلة لتنظيف نهر السين.. وإعادة السباحة بعد إغلاق 100 عام
في خطوة تاريخية، أعادت بلدية باريس يوم السبت الماضي فتح نهر السين أمام السباحة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1923، بعد أكثر من قرن من الإغلاق بسبب التلوث.
هذا التحوّل لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة مشروع واسع النطاق بدأ فعليًا في عام 2015، وهو العام الذي تقدّمت فيه باريس بطلب استضافة أولمبياد 2024، ما شكّل نقطة انطلاق حقيقية لخطة تنظيف النهر.
على مدار تسع سنوات، خصصت المدينة 1.5 مليار دولار لتنفيذ ما عُرف بـ"خطة السباحة"، شملت ربط أكثر من 20 ألف منزل بشبكة الصرف الصحي، بهدف الحد من تسرب المياه الملوثة إلى مجرى النهر. وقد أثمرت هذه الجهود عن تحسّن كبير في جودة المياه، سمح بإقامة سباقات سباحة في المياه المفتوحة داخل النهر نفسه.
اقرأ أيضًا: كلاسيكية أمريكية وخيال صيفي.. أبرز عروض أسبوع الموضة الرجالية في باريس
وللتأكيد على نجاح المشروع، خاضت عمدة باريس آن هيدالغو تجربة السباحة في النهر خلال صيف العام الماضي، في لفتة رمزية أثبتت استعداد النهر لاحتضان الأنشطة الرياضية من جديد، ضمن مشهد يعكس التزام المدينة بالإرث الأولمبي والاستدامة البيئية.
سباحة مشروطة... وتحت الرقابة اليومية
ورغم إعادة الافتتاح، أكدت السلطات أن السباحة في نهر السين لن تكون مسموحة في جميع الأوقات، إذ ستُرفع أعلام خضراء أو حمراء حسب مستويات البكتيريا التي تُرصد يوميًا، وتُعد الأمطار الغزيرة أكبر تهديد مؤقت لجودة المياه، إذ قد تُغرق خزانات الصرف المصممة لاحتواء أكثر من 13 مليون غالون، ما يؤدي إلى تدفق ملوثات نحو النهر.
في الأيام التي تحمل العلم الأخضر، سيتمكن نحو ألف شخص يوميًا من السباحة في ثلاث مناطق مخصصة، وذلك حتى نهاية شهر أغسطس.
يمثل هذا المشروع تحوّلًا كبيرًا في علاقة سكان باريس مع نهرهم، إذ يعود ليؤدي دورًا ترفيهيًا وبيئيًا في قلب المدينة، في وقت تسعى فيه باريس لتقديم نموذج عالمي في إعادة إحياء مواردها الطبيعية.
