يعكس الصفاء في الشهر الفضيل.. القميص الأبيض يحتفظ بمكانته في قلب الموضة




ما أجمل القميص الأبيض، هذا الزيّ الأساسيّ، الذي يستقرّ برصانته ورقيّه وبساطته في سلّم أولويّات أزياء الرجل، وهو بتواضعه سار على درب الموضة عبر القرون، متجاوزًا التحوّلات الثقافيّة والمجتمعيّة، ليقف كرمز للرقيّ والتنوّع والبساطة.
منذ نشأته الأولى وحتّى ظهوره الحديث، نسج القميص الأبيض لنفسه مكانة خاصّة في تاريخ الموضة، وما زال مستمّرًا في أدائه، حيث يتمتع بالمرونة، كما أنه سهل الارتداء ويناسب جميع الرجال من دون جدل أو شرط، فيما يتوفر بأنماط عدّة، تتوافق مع الأزياء الرسميّة واليوميّة خلال الشهر الفضيل.

القميص الأبيض.. صديق الموضة
يسدّ القميص الأبيض الفجوة بين الطابعين الكلاسيكيّ والمعاصر، ويكسر كلّ الحواجز، إذ يضفي أسلوبًا خاصًّا على كلّ إطلالة في الشهر المبارك، فأناقته خالدة، فيما يمكن تنسيقه وتكييفه مع سراويل الدنيم، كما مع سراويل الكارجو والأخرى الرسميّة، والسترات العصريّة والكلاسيكيّة والأحذية الرسميّة والرياضيّة.

يلتصق القميص الأبيض بالموضة، رغم كلّ التغيّرات التي تشهدها من موسم إلى آخر، ومن عام إلى آخر، فهو صديق لا يمكن الاستغناء عنه، وسرّه يمكن في تنسيقه في شكل جيّد.
وأغرب ما يمكن تخيّله مثلًا قميصًا مقسّمًا إلى اثنين، ومخطّطًا أفقيًّا في جانب منه بخطوط عريضة باللون الأزرق البحريّ، وفي الجانب الآخر مزيّن على مساحته البيضاء بخطوط رفيعة من الأزرق الفاتح جدًّا أو الرماديّ، أو أيّ لون مناسب آخر.
ومن الأناقة إظهاره بشكله المتحرّر فوق سروال باللون الكحلي، يصل إلى حدود الكاحل، وتحت سترة عصريّة تزيّنها خطوط محدّدة بالعرض، وحذاء رياضيّ باللون الأبيض.
اقرأ أيضًا: مستعينًا بأحدث الصيحات.. كيف تنسق ألوان إطلالاتك المميزة في رمضان؟
تصاميم بيضاء تتماهى مع تطلّعات الرجال
أمّا أصله وفصله، فيعودان إلى الحضارات القديمة، إذ كان الرجال من ذوي المكانة الاجتماعيّة العالية، في روما القديمة، على سبيل المثال، يرتدون قمصانًا على شكل سترات مصنوعة من قماش الكتّان بلونه الطبيعيّ الأبيض.
وبعد هذه المرحلة التمهيديّة، اكتسب القميص الأبيض أهميّة أكبر في عصر النهضة، حيث تبنّاه النبلاء الأوروبيّون كرمز لمكانتهم النخبويّة، إذ لم يكن يبرز ثروتهم فحسب، بل كان يعكس أيضًا القيم الثقافيّة الأوسع نطاقًا في ذلك العصر، إلى أن تحوّل في القرن التاسع عشر إلى جزء لا يتجزّأ من الملابس الرسميّة، مزوّدًا بمجموعة من الياقات القابلة للفصل، لتناسب أنماطًا مختلفة من الأزياء.
في منتصف القرن العشرين، أضفى أساطير الشاشة العالميّة طابعًا متمرّدًا على القميص الأبيض، وارتدوه بعفويّة وبأسلوب كاريزماتيّ لا مثيل له، وفي أحيان كثيرة مع رابطة عنق سوداء اللون.

لا يتخلّى القميص الأبيض إطلاقّا عن مهمّاته وشكله الكلاسيكيّ العاديّ المتعارف عليه، ولكن رغم ذلك يخوض تغييرات متواصلة، تماشيًا مع تطلّعات الرجال، ورغباتهم في التجدّد الدائم خلال شهر رمضان.
وفي السياق، يبرز إلى الواجهة قميص مبتكر منفّذ بالقماش الفاخر باللون الأبيض مزوّد بأزرار سوداء، وبياقة مزيّنة بزخارف هادئة من دون أطراف، تصميمها مختلف، وتلازمها عقدة عصريّة سوداء مستوحاة من عقدة الفراشة، ومن المستحبّ جدًّا تنسيق قميص مماثل مع سترة كلاسيكيّة معاصرة باللون الأحمر الداكن، مميّرة بياقاتها الكبيرة السوداء.
ولمزيد من السحر، يمكن الارتقاء بعموم الإطلالة إلى مستوى مختلف من الأناقة، بتطريز أحد جوانب الياقة برسمة أنيقة أو بتزيينها بدبّوس باللون الذهبيّ.
اقرأ أيضًا| 5 نظارات شمسية فاخرة لإطلالة أنيقة في رمضان
القميص الأبيض في تجدّد أنيق ومثاليّ

بفعل التنوّع الواسع الذي يخصّ به القميص الأبيض مفهوم الأناقة، يثمر إطلالات استثنائيّة مع أيّ طقم أسود، سواء أكان عصريًّا أم كلاسيكيًّا.
وفي سياق موضة ربيع 2025 وصيفه، ومع التحرّر المتشعّب، الذي تكشفه دور الأزياء العالميّة، تبرز إلى الواجهة موضة القميص الأبيض بياقاته المفتوحة كبيرة الحجم، التي تتمدّد برقيّ وراحة على ياقة السترة وتتماهى معها كليّاً، وترسم مظهرًا عصريًّا يليق بالرجل، الذي يتطلّع إلى التغيير المستمرّ في إطلالته والتجدّد في نمط أزيائه.