"سيسكو" تعزز حضورها في السعودية: قاعدة تصنيع محلية وتطوير للذكاء الاصطناعي

تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي، في إطار استراتيجيتها للتحول الرقمي ضمن رؤية 2030.
وفي خطوة تعكس التزام الشركات العالمية بدعم هذا التحول، أعلنت شركة "سيسكو"، خلال فعاليات معرض "ليب 2025" في الرياض، عن استثمارات جديدة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة تصنيع محلية داخل السعودية.
هذه المبادرات تُعد خطوة نوعية في دعم الاقتصاد الرقمي للمملكة وتعزيز قدراتها التكنولوجية محليًا وعالميًا.
التوسع في التصنيع المحلي لدعم التحول الرقمي
أعلنت "سيسكو" التزامها بإنشاء قاعدة تصنيع محلية بالسعودية، تبدأ مراحلها التحضيرية في عام 2025، وتركّز على إنتاج أجهزة "Wi-Fi" داخل المملكة.
ومن شأن هذه الخطوة دعم استقلالية السعودية في قطاع التكنولوجيا، وتقليل الاعتماد على الواردات، فضلًا عن خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الشراكات الصناعية المحلية.
وأكد ديفيد ميدز، نائب رئيس "سيسكو" لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن هذه المبادرة تُعد التزامًا طويل الأمد، حيث تهدف الشركة إلى وضع الكوادر السعودية في قلب المشروع، ما يعزز تطوير قطاع تصنيع محلي متكامل، يدعم مرونة سلاسل التوريد ويرفع من جاهزية السوق المحلية في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا.
إطلاق مراكز بيانات سحابية لتعزيز الأمن السيبراني
بالتوازي مع التوجه نحو التصنيع، أعلنت "سيسكو" عن تشغيل مركزين سحابيين للبيانات في السعودية، يهدفان إلى دعم الأمن السيبراني وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية. وتساعد هذه المراكز على توفير حلول متقدمة في إدارة البيانات والذكاء الاصطناعي، ما يمنح الشركات المحلية القدرة على الاستفادة من التقنيات العالمية مع الحفاظ على الامتثال للوائح سيادة البيانات الوطنية.
وقال ميدز: "نحن هنا منذ 27 عامًا، واليوم نُضاعف وجودنا في السعودية، لأننا نرى فرص نمو هائلة في السوق المحلي"، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستُحدث نقلة نوعية في قطاع الخدمات السحابية بالمملكة.
تطوير مهارات الذكاء الاصطناعي وبناء الكفاءات المحلية
مع تزايد الحاجة إلى الكفاءات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، تعمل "سيسكو" على توسيع برامج التدريب الخاصة بها داخل المملكة، حيث درّبت أكاديمية "سيسكو" للشبكات أكثر من 400,000 طالب سعودي في مجالات الأمن السيبراني وعلوم البيانات.
وخلال عام 2024 فقط، أكمل 86,000 طالب برامج التدريب، من بينهم 36% من النساء، في خطوة تعكس اهتمام الشركة بدعم التنوع وإعداد كوادر وطنية قادرة على قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي في السعودية.
وأوضح ميدز أن المهارات الرقمية هي العائق الأكبر أمام تسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن "سيسكو" تضاعف استثماراتها في التدريب لضمان نجاح تبنّي هذه التقنية على نطاق واسع داخل المملكة.
البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ومستقبل الشبكات في السعودية
تشير أبحاث "سيسكو" إلى أن 72% من الشركات السعودية لديها استراتيجية واضحة للذكاء الاصطناعي، بينما يستثمر 50% منها بين 20% و30% من ميزانيتها التكنولوجية في حلول الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فإن النجاح في هذا المجال يعتمد بشكل أساسي على وجود بنية تحتية قوية تدعم نمو هذه التقنيات.
وقد أطلقت "سيسكو" مؤخرًا نظام الدفاع بالذكاء الاصطناعي، وهو إطار أمني متطور لحماية المؤسسات من التهديدات السيبرانية وضمان تشغيل آمن للذكاء الاصطناعي في القطاعات الحساسة مثل التمويل والرعاية الصحية.
وأكد ميدز أن "الشركات بحاجة إلى شبكات جاهزة للذكاء الاصطناعي، تضمن الأمان السيبراني والاستدامة الرقمية".
ومع تسارع التحول الرقمي في المملكة، تتوقع "سيسكو" أن تشهد السعودية طفرة في استخدام الذكاء الاصطناعي، سواء في المدن الذكية مثل "نيوم"، أو في قطاع الأمن السيبراني، أو في التصنيع المحلي المتطور. وتشير التقديرات إلى أن 25% من الوظائف في السعودية ستتأثر بالذكاء الاصطناعي، ما يستدعي المزيد من الاستثمارات في بناء المهارات الرقمية.
واختتم ميدز حديثه قائلًا: "السعودية تتحول بسرعة إلى قوة عالمية في الذكاء الاصطناعي... ونحن ملتزمون بأن نكون جزءًا من هذا التحول لعقود قادمة". ومع استمرار "سيسكو" في توسيع استثماراتها في المملكة، تُمهّد الشركة الطريق نحو مستقبل أكثر اتصالًا وأمانًا، مدعومًا بأحدث التقنيات العالمية.