ملياردير شهير يدعو الولايات المتحدة للتفكير في "العملات البديلة"

حذر الملياردير والمستثمر العالمي "راي داليو" من التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن تفاقم الديون في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تقويض قيمة الدولار كوسيلة للاحتفاظ بالثروة.
وأكد "داليو" أن الوقت قد حان للنظر في "العملات البديلة"، بما في ذلك العملات المشفرة، كوسيلة لتنويع الأصول المالية، وفقًا لما نشره "Yahoo Finance".
وخلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي عقد في "دافوس" بسويسرا، أوضح مؤسس صندوق التحوط الأكبر في العالم "بريدجووتر أسوشيتس"، أن الديون الأمريكية بلغت مستويات مقلقة، إذ قال: "نحن في وضع نعاني فيه من مستوى مرتفع من الديون، التي تزداد بوتيرة سريعة، لذا يجب أن نفكر في العملات البديلة".
وأضاف "داليو" أن هذا التفكير لا يقتصر فقط على الأفراد، بل يشمل أيضًا الدول والبنوك المركزية، التي بدأت بالفعل في إعادة النظر في أصولها، كما أشار إلى أن التوجه نحو شراء الذهب وأصول أخرى بديلة هو واقع نعيشه الآن.
العملات المشفرة في دائرة الضوء
وشهدت العملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين، ارتفاعًا هائلاً بنسبة 165% خلال العام الماضي، متجاوزة حاجز 100,000 دولار بعد فوز "دونالد ترامب" بولاية رئاسية جديدة في نوفمبر.
اقرأ أيضًا: ثروات مليارديرات العالم ترتفع إلى 15 تريليون دولار في 2024
وأثارت الإدارة الأمريكية الجديدة توقعات إيجابية بشأن دعم أكبر لعالم العملات المشفرة، ومن الطريف أن "ترامب" وزوجته "ميلانيا" أطلقا عملات رقمية ساخرة "ميمز" خاصة بهما.
يذكر أن "داليو" تنحى عن منصبه كرئيس تنفيذي لصندوق "بريدجووتر أسوشيتس" في عام 2017، وسلم إدارة الشركة في أكتوبر 2022، ليقتصر دوره حاليًا على الإشراف على استراتيجيات الاستثمار.
وبثروة تقدر بنحو 14 مليار دولار، اشتهر "داليو" بتقديم توقعات اقتصادية وسوقية مثيرة للجدل، بعضها تحقق، وبعضها الآخر لم يتحقق بعد، وفي أبريل 2022، حذر "داليو" من فترة ركود تضخمي، قد يتميز بالنمو البطيء والتضخم المرتفع، ورغم أن هذه التوقعات لم تتحقق بالكامل، إلا أن الاقتصادات العالمية لا تزال تواجه مستويات تضخم مرتفعة تؤثر على القوة الشرائية للمستهلكين.
تحذير بشأن سوق السندات والعملات البديلة
كما أعرب "داليو" مؤخرًا عن قلقه من العجز الكبير في ميزانية الولايات المتحدة، الذي بلغ 1.8 تريليون دولار للسنة المالية 2024، مشيرًا إلى أن الأسواق لم تتجاهل هذه القضية، رغم غياب السيناريوهات الكارثية حتى الآن.
فيما أوضح أن العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، الذي يقترب من 5%، يمثل بداية لصعوده، ما قد يؤثر سلبًا على أسواق الأسهم، ويشجع المستثمرين على التوجه نحو أصول بديلة مثل العملات المشفرة، وقال: "ربما يكون أكبر تهديد حاليًا هو العرض والطلب على السندات، وخاصة سندات الخزانة".
وتشكل تصريحات "داليو" تحذيرًا قويًا بشأن التحديات الاقتصادية المقبلة، مع تسليط الضوء على أهمية تنويع الأصول، واعتماد استراتيجيات جديدة لمواجهة المخاطر المرتبطة بارتفاع الديون، والتغيرات في الأسواق العالمية.