3 علامات تكشف: متى يتحول القلق إلى اضطراب؟

"القلق"، ذلك الشعور الذي ينتابنا في مواقف معينة، قد يبدو في البداية كتحذير مفيد من خطر محتمل، ولكن ماذا لو أصبح هذا الشعور جزءًا دائمًا من حياتنا؟!
أنه الأمر الذي يحذر منه خبراء الصحة النفسية، فعندما يتحول القلق من مجرد شعور عابر إلى حالة تسيطر على أفكارنا، وتؤثر على حياتنا اليومية، قد يتطلب الأمر أن نعيد النظر في الطريقة التي نتعامل بها معه.
وحسب "ثاليا جيليجان"، المعالجة المسجلة في الجمعية البريطانية للمعالجين النفسيين، والمتخصصة في القلق المرتبط بالصدمات النفسية فإن: "القلق هو طريقة تعبير جسدك في محاولة لحمايتك، ولكن في بعض الأحيان يصبح الأمر أشبه بجهاز إنذار الدخان شديد الحساسية، الذي ينطلق عندما لا يكون هناك حريق حقيقي"!
كيف تعرف إذا كان قلقك قد تحول إلى اضطراب؟
صحيفة "تليجراف" البريطانية، نشرت تقريرًا يحاول الإجابة على هذا السؤال، بينما يتناول ثلاث علامات رئيسية قد تشير إلى أن القلق قد تحول إلى اضطراب، وهي:
- عدم الاستمتاع بالحياة اليومية:
تُعد إحدى العلامات البارزة التي تشير إلى وجود اضطراب قلق، ووفقًا لـ"علي روس"، المعالج المسجل في المملكة المتحدة والمتخصص في القلق، إذا كنت تجد نفسك تبقى في المنزل لتجنب المواقف التي قد تسبب لك القلق، أو إذا انسحبت من الأنشطة التي كنت تستمتع بها في الماضي، فهذه علامة تحذيرية على أن القلق قد أصبح يتداخل مع حياتك اليومية.
اقرأ أيضًا: ابتكار ساعة ذكية لقياس القلق والتوتر عن طريق العرق
ومع مرور الوقت، يمكن أن يعزز هذا التجنب من مشاعر الخوف من العالم الخارجي، ويزيد من إحساسك بعدم القدرة على مواجهته.
ونصح "روس" بضرورة بدء اتخاذ خطوات للتعامل مع القلق، كتعلم بعض الأساسيات مثل: النوم الجيد، تناول طعام صحي، الترطيب الكافي، ممارسة التأمل، العناية بالنباتات المنزلية، والخروج من المنزل لتغيير البيئة المحيطة.
- تداخل أعراض القلق الجسدية مع حياتك:
القلق لا يؤثر فقط على عقلك، بل يمتد تأثيره إلى جسدك أيضًا، ومن الأعراض الشائعة التي قد تصاحب القلق: تسارع ضربات القلب، التعرق، مشاكل المعدة، وتوتر العضلات، وفي حالات معينة، قد تتفاقم هذه الأعراض لتصل إلى نوبات هلع، قد تشبه نوبة قلبية أو صعوبة في التنفس.
وحسب "روس" فإن: "نوبات الهلع من العلامات الشائعة التي تشير إلى أن القلق قد وصل إلى حالة من الاضطراب، فالجسم يصيح في وجهك ليطلب منك الانتباه، وهذه النوبات ليست عشوائية، بل هي رد فعل طبيعي لنظام الجسم، الذي يعمل بأقصى طاقته بسبب الشعور بالإرهاق".
وأيضًا القلق المستمر له آثار طويلة المدى على صحة الجسم، فالقلق المزمن يؤدي إلى التوتر المستمر، الذي يسبب بدوره التهابات في الجسم، ويضعف جهاز المناعة، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تكشف عن وصفة طبيعية لعلاج القلق
- القلق المستمر غير المبرر:
القلق الطبيعي يتركز عادة حول حدث معين، مثل الامتحانات أو خطب مهم، إلا أن القلق المرتبط بالاضطراب يكون أكثر انتشارًا، ويستمر دون سبب واضح، ويشبه "خوفًا بلا اسم"!
وحسب "جيليجان": "عندما يصبح القلق مهيمنًا على حياتك، ويستمر دون ارتباط بأحداث محددة، فإن ذلك يشير إلى أن هناك مشكلة أعمق، قد تكون مرتبطة بصدمات لم يتم التعامل معها".
ويشير هذا النوع من القلق إلى أن الجسم والعقل يشعران كما لو كانا في خطر دائم، حتى في غياب أي تهديد مباشر، ويعتبر هذا النوع من القلق شائعًا بين الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات في العلاقات، مثل الإهمال في مرحلة الطفولة أو العنف المنزلي.
وتختتم "جيليجان" قائلة: "القلق يمكن أن يكون دليلك إذا تعلمت الاستماع إليه، إنه يخبرك بشيء عن حياتك، عن ما الذي ينجح وما الذي لا ينجح، وما يحتاج إلى اهتمامك"، فيما نصح "روس"، بمحاولة ممارسة تمرين الكتابة، كطريقة لاستكشاف ما يسبب القلق، وفتح المجال لمعالجته بشكل واعٍ.