احذر.. استخدام الشموع المعطرة قد يضر صحتك
في الوقت الذي تروج فيه بعض العلامات التجارية لشموع الصويا والعسل كبدائل آمنة وأكثر صداقة للبيئة مقارنة بالشموع التقليدية المصنوعة من البارافين، أشارت دراسات إلى أن جميع أنواع الشموع تقريبًا تطلق مركبات عضوية متطايرة "VOCs" عند احتراقها، وهذه المركبات قد تكون ضارة بالصحة، مما يثير تساؤلات حول مدى أمان استخدام الشموع المعطرة في المنازل.
المركبات الضارة وتأثيراتها الصحية
والشموع سواء المعطرة أو غير المعطرة، تطلق عند احتراقها مواد كيميائية مثل التولوين، والبنزين، والفورمالديهايد، وهذه المركبات ربطتها الأبحاث بمشكلات صحية خطيرة تشمل السرطان واضطرابات الجهاز التنفسي.
ووفقًا لوكالة "CNN"، فإن الدراسات تشير إلى أن حتى الشموع غير المعطرة تطلق كميات من هذه المركبات، لكنها تكون أقل نسبيًا من تلك المعطرة.
الدكتور أريفول حق، الباحث الطبي في مستشفى يانان بجامعة كونمينغج الصينية، أكد أن المركبات العضوية المتطايرة لا تنبعث فقط من الشموع، بل من مصادر شائعة مثل الدهانات، ومنتجات التنظيف، ومعطرات الهواء، إضافة إلى عوادم السيارات.
وأضاف أن بعض هذه المركبات ضارة بذاتها، بينما يمكن لبعضها الآخر التفاعل مع غازات أخرى لتشكل ملوثات إضافية بمجرد وجودها في الهواء.
اقرأ أيضًا: احذر.. 6 أنظمة في جسدك تتضرر من قلة النوم
خطورة المواد الكيميائية على صحة الإنسان
وأحد أبرز المواد المنبعثة من الشموع هو التولوين، وهو مادة عديمة اللون توجد بشكل طبيعي في النفط الخام، وقد صنفتها وكالات دولية مثل وكالة حماية البيئة الأمريكية على أنها مادة سامة عصبية تسبب الصداع والدوار عند التعرض لها لفترات طويلة، وقد تؤدي إلى آثار أكثر خطورة.
وأشار إلى أن البنزين بدوره يعتبر مادة مسرطنة معروفة وقد ارتبط باضطرابات الدم مثل سرطان الدم، كما أن استنشاقه يمكن أن يسبب تهيجًا للجهاز التنفسي.
وأوضح أن شموع البارافين على وجه الخصوص، تطلق أيضًا مركبات الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات التي تشمل البنزين والفورمالديهايد، وهذه المواد التي تصنف على أنها مسرطنة، تمثل تهديدًا إضافيًا للصحة عند احتراق الشموع.
الشموع المعطرة والمصبوغة تزيد المخاطر
وتعتبر الشموع المعطرة والمصبوغة أكثر خطورة مقارنة بغيرها، حيث تحتوي العطور الاصطناعية المستخدمة في تصنيعها على مركبات كيميائية مثل الفثالات، وهذه المركبات ارتبطت بمشكلات صحية متنوعة، منها اضطرابات التعلم والسلوك، السمنة، وضعف نمو الجهاز التناسلي.
الدكتورة سارة إيفانز، أستاذة الطب البيئي في كلية إيكان للطب، أشارت إلى أن الدراسات أظهرت أن حرق الشموع يساهم في تدهور جودة الهواء الداخلي وزيادة خطر التعرض للمواد الكيميائية المثيرة للقلق.
وكشفت دراسة أجريت عام 2015 أن الشموع غير المعطرة تطلق أيضًا مواد سامة، لكنها تكون أقل من تلك الموجودة في الشموع المعطرة، وهذه النتائج تعزز أهمية فهم طبيعة المواد المستخدمة في تصنيع الشموع ومدى تأثيرها على الصحة العامة.
اقرأ أيضًا: باحثون يحذرون من "جائحة صامتة" قد تضرب العالم.. فما السبب؟
غياب التنظيم وتأثيره على المستهلكين
وعلى الرغم من هذه المخاطر الصحية، لا توجد لوائح صارمة تنظم تصنيع وبيع الشموع، حيث تعتمد الشركات المصنعة على معايير طوعية تركز على سلامة الحريق دون الاهتمام الكافي بالجوانب الصحية، مما يجعل المستهلكين غير قادرين على اتخاذ قرارات مستنيرة عند شراء الشموع.
طرق لتقليل المخاطر
وأوصي الخبراء باتخاذ تدابير للحد من المخاطر المرتبطة باستخدام الشموع، ومن بين هذه النصائح تقليل عدد الشموع المستخدمة ومدة احتراقها.
كما ينصح بتجنب الشموع المعطرة، والحرص على تهوية الغرفة جيدًا في أثناء حرق الشموع، ووضعها في أماكن آمنة بعيدًا عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة لتجنب الحوادث.
وتظل الشموع مصدرًا شائعًا للإضاءة والديكور، لكن استخداماتها تأتي مع مخاطر صحية لا يمكن تجاهلها. وفي ظل غياب تنظيم صارم لهذه الصناعة، يبقى الوعي الفردي والاختيار الواعي للمنتجات هما السلاح الأقوى لتقليل التعرض للمواد الضارة والحفاظ على صحة الأسرة وجودة الهواء داخل المنازل.
