مؤسس عرب نت عمر كريستيدس: ملتقى 2019 برامج مبتكرة تمثل إلهاما حقيقيا للمديرين
ينعقد ملتقى عرب نت الرياض لهذا العام بمظهر مختلف كليا مقدما مبتكرات ومبادرات تمثل رهانا حقيقيا للمديرين والمنشآت الناشئة، حيث يجمع أكثر من 6000 مشارك من صناع القرار في القطاع الحكومي: مديرين تنفيذين، كبار رجال الأعمال من القطاع الخاص، المبتكرين، والريادين، ومؤسسي شركات ناشئة، إضافة إلى محاضرين ومختصين من جميع أنحاء العالم في أكبر تجمع للقطاع الرقمي والابتكار في السعودية.
وقد أعلن المؤسس والرئيس التنفيذي لعرب نت عمر كريستيدس أن مؤتمر الرياض يجمع تحت سقفه ما يقارب من 150 مستثمرا يبحثون عن شركات ناشئة، في مقابل أكثر من 3000 شركة عارضة من كل أنحاء العالم العربي مهتمة بالتواجد في السوق السعودي.
مجلة " الرجل " التقته متحدثا عن أهم ما تحويه الأجندة الجديدة، ومدى مجاراتهم للتنامي المتسارع في السوق العربية عامة والسعودية بشكل خاص، ومواكبتهم للرؤية الحديثة.
إلى نص الحوار:
بماذا يختلف مؤتمر عرب نت لهذا العام عن سابقيه وماذا يقدم لرواد الأعمال والشركات الناشئة؟
مؤتمر عرب نت يعد الأهم والأكبر للقطاع الرقمي ما بين مستثمرين، ورواد أعمال، جهات حكومية، وقطاع خاص، وشركات ناشئة من كافة أنحاء العالم العربي وخصوصا المهتم بالتواجد داخل السوق السعودي؛ وهذا العام عرب نت يقدم أكثر من مسار خلال مؤتمر 2019 وتأتي كالتالي:
مسار انسباير سعودي والمتخصص بالشركات الناشئة، ويشهد كبار المستثمرين العالمين كمحاضرين مثل وادي السيلكون، بريطانيا، سنغافورة، هونكونج وغيرها لمشاركة خبراتهم ومعلوماتهم عن مستقبل الاستثمار في العالم العربي.
مسار الابتكار في القطاع المصرفي ( الفنتينك ) بمشاركة كبرى المصارف السعودية، والشركات الناشئة وخبراء عالميين.
مسار التسويق الإلكتروني والإعلام الرقمي، وتشارك فيه كبرى الشركات العالمية مثل ( تك توك )، ( سناب )، ( فيس بوك )، شويري جروب، ومجموعة mbc وغيرها من شركات التسويق والإعلان.
مسار متخصص تحت اسم CIO FORM لمديري التقنية في الشركات الكبرى متحدثين عن أهم المبادرات للتحول الرقمي في القطاع الخاص والعام.
سيكون أيضا هناك استعرض لقصص نجاح في التحول الرقمي من مصارف، جهات حكومية، قطاع المواد الغذائية، وغيرها من القطاعات.
وما الذي سيقدمه المؤتمر للسيدة السعودية كرائدة أعمال حققت إنجازات في المسيرة الاقتصادية؟
بصفة عامة هناك عدة مبادرات تفاعلية يتضمنها المؤتمر لرواد الأعمال المتواجدين، ومن أبرز المبادرات تلك التي ستلقي الضوء على الرائدات السعوديات اللواتي وصلن لمواقع عالية في حياتهن العملية، والحديث عن قصص نجاحهن، وتجاربهن، وكيفية تأسيس شركاتهن في ريادة الأعمال، والاجتماع مع المبتدئات منهن، إضافة إلى جلسات إرشادية على مدار اليوم للسيدات من قبل الرائدات.
أيضا وأخيرا وليس آخرا هناك أكاديمية عرب نت والتي هي عبارة عن غرفتين من ورش العمل المتواصلة عن ريادة الأعمال، نمو الشركات، التجارة الالكترونية، والتسويق الالكتروني.
على الرغم من كل هذا النمو المتسارع فإن هذا القطاع لا يزال يواجه كثيرا من المصاعب في رأيك ما أبرزها؟
بالفعل يحقق السوق نموا متسارعا بنسبة 25% سنويا، ولكن لا تزال المصاعب موجودة ولعل من أبرزها العناوين الموجودة لخدمة الطلبات، خوف المستخدمين من استعمال البطاقات الإلكترونية للشراء عبر النت. ولكن وزارة التجارة السعودية مشكورة تعمد لتحديد لجان لدعم هذا القطاع، وسيتم سن مبادرات وقوانين لتعزيز قطاع التجارة الإلكترونية.
تحتل السعودية مكانة اقتصادية محلية وعالمية واسعة جدا كيف استطعتم إبراز هذا الدور؟
اليوم السوق السعودي هو أكبر اقتصاد إقليمي، ويعد أكبر سوق رقمي يمثل فرصا واسعة بالنسبة للشركات ورواد الأعمال على حد سواء. وإذا نظرنا إلى بعض الأرقام التي توضح حجم السوق السعودي حاليا بحسب ما أعلنته BCG للاستشارات فإننا نجد أن حجم التجارة الإلكترونية في المملكة تمثل 3 مليارات دولار والتي تشكل أكبر جزء من السوق الإقليمي للتجارة الإلكترونية وهو 8,3 مليار دولار هذا من جانب، من جانب آخر فإن سوق الإعلام والإعلان السعودي من أعلى الدول نسبة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أعلى الدول استخداما للمحتوى المصور عن طريق الفيديو ( اليوتيوب )، كل هذه الأسباب وغيرها لفتت الانتباه إلى ضرورة الاستثمار في الشركات السعودية الناشئة، ونرى صفقات كبيرة جدا تمت خلال العامين الأخيرين، فمثلا شهدت السوق السعودية استثمارا بقيمة 8 ملايين دولار لشركة ( نون أكاديمي)، واستثمار بقيمة 2 مليون دولار لشركة ( يونت إكس ) وكلا الشركتين ستكون متواجدة في مؤتمر عرب نت الرياض. أيضا وخلال العام الماضي كان لدينا استثمار بقيمة 9 ملايين دولار لشركة ( تلفاز )، و21 دولار لشركة ( بوني فونك )ما يثبت أن السوق السعودية تنمو بشكل سريع جدا متوجهة للإقليمية والعالمية، لذلك نرى أن السعودية يوما بعد يوما تتحول إلى منصة انطلاق للشركات الناشئة.
بدأتم في عام 2009م وكانت ولا تزال هناك تحديات إعلامية على كافة الأصعدة فما هي أكبر تحدياتكم اليوم للتواجد ضمن المنافسة؟
أكبر التحديات اليوم في الشرق الأوسط هو ضعف سوق الإعلانات والتي انخفضت خلال السنوات الثلاث الماضية في المنطقة العربية ما بين 40 – 50 في المائة، وهذه خسارة كبيرة للشركات المتواجدة في قطاع الإعلام، إضافة إلى أن الإيرادات والميزانيات التي تصرف في العالم الرقمي تتوجه للمنصات المعروفة مثل الفيس بوك، وجوجل، وهذا يترك الجزء الأصغر للناشرين المحليين والإقليميين، لذلك نرى تغيرا في الخطط والطرق الاستراتيجية لدى الناشرين، فمثلا توجه البعض للتجارة الإلكترونية مثل عالم حواء وسيدتي، والبعض الآخر توجه لفرض رسوم اشتراك لمتابعة صفحاتهم أو مواقعهم، إضافة إلى دخولهم إلى قطاع المؤتمرات، والمعارض، والمناسبات للحصول على مصادر وإيرادات جديدة لأن إيراد الإعلان لم يعد كافيا.
تحاكي عرب نت العالم الرقمي والذي يتمثل في كل من الموبايل والإنترنت كيف تستطيعون مجاراة التقدم الإلكتروني بكل جنونه وتسارعه المتزايد؟
مع مرور الوقت ومنذ أن تأسست عرب نت وحتى اللحظة شهد القطاع الرقمي نموا كبيرا، والاهتمام بالتقنية انتقل من المختصين إلى موضوع حيوي يتم تداوله في مجالس الإدارة، والشركات، وأصبح لديه أولوية عالية للمديرين التنفيذيين.
ومع نمو القطاع نجد أن الاختصاصات المختلفة باتت مرتبطة بالتقنية فالشخص الذي يعمل في قطاع الصيرفة أصبح مهتما بالتكنولوجيا المالية أو ( الفنتك )، ومن هم في القطاع الطبي أصبحوا مهتمين بالتقنية الطبية. تغير الاهتمامات وانتشارها دفعنا إلى تغير فريق العمل، فأصبح لدينا أشخاص مختصون في هذه النوعية من التوجهات مثل التكنولوجيا المالية، تكنولوجيا الإعلام والإعلان والتسويق الإلكتروني، الاهتمام بالمدن الذكية، وهذا ساعدنا على التركيز على كل جديد في هذه المجالات وصانعي القرار فيها، ونعكس أهم مجريات السوق من خلال المؤتمرات.
تجمعون أكثر من توجه تحت اسم عرب نت ما بين مؤتمرات، تقارير، أخبار، أبحاث وغيرها كيف تعملون ضمن هذه الشبكة؟ وماذا عن المؤتمرات العالمية السنوية؟
تغير السوق أفرز متطلبات جديدة، فعندما بدأنا الخوض في إعداد المؤتمرات لم يكن هناك من تطرق إلى هذا المجال في القطاع الرقمي وريادة الأعمال، هذه الصورة تغيرت وأصبح لدينا الآن كثير من المؤتمرات في ذات التوجه على الرغم من أن عرب نت هو الأهم والأكبر، ولكن الحقيقة التي تفرض نفسها أن المنافسة أصبحت أكبر وأكثر تخصصا.
ولكن مع زيادة اهتمام الشركات والحكومات بالقطاع الرقمي أصبح لدينا طلب كبير على الخدمات المعرفية والتي يندرج تحتها التقارير، الأبحاث، الاستشارات لتشكيل الاستراتيجيات، ومواكبة التطورات لذلك أسسنا جزءا جديدا خاصا مبنيا على الأبحاث والمعرفة والمسمى ( IN SIGHTS ) يقدم العديد من الخدمات لعدد كبير من الشركات السعودية. إضافة إلى أننا أسسنا خدمات جديدة أخرى مثل تنفيذ برامج الابتكار للحكومات والشركات تشمل ( الهاكاثون ) والتي من خلالها نجمع المشاكل التي تواجه المؤسسات والشركات، وأيضا نجمع رواد الأعمال ومبرمجين مختصين وعلى مدار يومين نطرح هذه المشاكل للخروج بأفكار وحلول جديدة وتطبيقات لحل مجمل هذه المشاكل. إضافة إلى أننا نساعد في إدارة مراكز الابتكار الخاصة بهم من ناحية المحتوى، المحاضرين، وورش العمل، ونتعاون معهم في تأسيس مسرعات وحاضنات أعمال خاصة بهم، ونساعد أيضا في تنظيم العديد من الفعاليات للوصول إلى أهدافهم بالتحول الرقمي والابتكار.
أخيرا كيف ترى المستقبل الرقمي في المنطقة العربية بشكل عام وفي السعودية خاصة؟
عندما بدأنا منذ عشر سنوات كان موضوع التقنية، والتحول الرقمي للمختصين فقط، والآن الوضع تغير تماما، بل وأصبح هذا القطاع أكبر محول في الاقتصاد العالمي، فالإنترنت والموبايل من أهم وسائل التواصل فيما بين المستخدم والشركات، ومن خلف هذا التغير أصبح التحول الرقمي محور اهتمام ليس فقط على مستوى المعنيين، ولكن تعدى ذلك ليصل إلى مجالس الإدارة، المديرين، والمستثمرين.
اليوم ملتقى عرب نت ملتقى يهم جميع العالم ومن الضروري اغتنام الفرصة للوصول إلى الهدف، ونشجع بالانضمام إلينا لتكون لديهم رؤية في المستقبل العالمي وتحول جميع القطاعات.