"نفاق بيئي".. مارك زوكربيرغ يتعرض لهجوم حاد بسبب يخته الفاخر البالغ 300 مليون دولار (فيديو)
أ
صبح الملياردير الأمريكي مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، في قلب جدل عالمي بعد انتشار صور يخته الفاخر الجديد "لانشباد" الذي بلغت تكلفته 300 مليون دولار وطوله 387 قدماً.
اليخت يعمل بأربع محركات ديزل تستهلك نحو 291 جالوناً من الوقود كل ساعة، ما يعادل انبعاث 40 طناً من ثاني أكسيد الكربون في الفترة نفسها. هذه الأرقام أثارت موجة غضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بأنه "رمز للنفاق"، خاصة أن زوكربيرغ كان من أبرز الداعمين لاتفاقية باريس للمناخ ومشروعات إزالة الكربون.
ورغم إنفاقه أكثر من 100 مليون دولار على مبادرات بيئية عبر مؤسسته الخيرية، إلا أن يخته العملاق أصبح دليلاً على التناقض بين أقواله وأفعاله.
انتقادات لانبعاثات يخت زوكربيرغ الضخمة
واجه زوكربيرغ سيلاً من الانتقادات على منصات مثل "إكس"، حيث اعتبر مستخدمون أن حديثه عن "الحياد الكربوني" لا يتماشى مع استهلاك يخته الهائل للوقود. أحد المعلقين كتب: "صافي الانبعاثات صفر فقط للفقراء"، بينما أشار آخر إلى أن الناس العاديين يقودون سيارات كهربائية ويعيدون التدوير، في حين أن زوكربيرغ يواصل استخدام محركات ديزل ضخمة.
اليخت لم يكن وحده في دائرة الجدل، إذ رافقته سفينة دعم بطول 220 قدماً تُعرف باسم "وينغمان"، تكلفتها 30 مليون دولار، مجهزة لنقل قوارب أصغر وغواصة صغيرة وحتى مروحية.
تقارير صحفية أوضحت أن اليخت أحرق أكثر من 528 ألف جالون من الديزل خلال تسعة أشهر فقط، ما يعادل أكثر من 5,300 طن من الانبعاثات الكربونية، أي ما يوازي استهلاك نحو 400 منزل أمريكي في عام كامل. هذه الأرقام عززت صورة زوكربيرغ كأحد أبرز الأمثلة على "النفاق البيئي" بين الأثرياء.
تناقض تصريحات زوكربيرغ
تتناقض أفعال زوكربيرغ الحالية مع تصريحاته السابقة حول خطورة التغير المناخي. ففي عام 2017، انتقد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس، مؤكداً أن ذلك يضر بالكوكب والاقتصاد ويهدد مستقبل الأطفال.
اليوم، يجد نفسه في مواجهة انتقادات مشابهة لتلك التي طالت مؤتمرات المناخ الأخيرة، مثل قمة COP30 في البرازيل، حيث أُزيلت آلاف الأشجار من غابات الأمازون لبناء طرق لنقل المشاركين.
ورغم أن شركة ميتا حضرت القمة إلى جانب شركات كبرى مثل آبل وغوغل، فإن زوكربيرغ لم يشارك شخصياً. هذه الأحداث تضعه في موقف صعب، خاصة أن ميتا تعهدت بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2030، بينما يواصل يخته الفاخر إطلاق آلاف الأطنان من الانبعاثات.
الجدل حول "لانشباد" يعكس أزمة ثقة متزايدة بين الجمهور وقادة التكنولوجيا الذين يرفعون شعارات بيئية لكنهم يمارسون عكسها في حياتهم الخاصة.
