قطعة من التاريخ.. بيع ساعة غارقة من تايتانيك مقابل مبلغ خيالي
شهد مزاد في مدينة ديفايز بإنجلترا بيع ساعة ذهبية نادرة تعود إلى الراكب من الدرجة الأولى إسيدور شتراوس، أحد ضحايا غرق سفينة تيتانيك في أبريل 1912، بمبلغ قياسي بلغ 1.78 مليون جنيه إسترليني يعادل تقريبًا 2.33 مليون دولار أمريكي.
الساعة المصنوعة من الذهب عيار 18 والمحفورة من إنتاج دار "جولز يورغنسن" كانت هدية عيد ميلاد لشتراوس في عام 1888، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه شريكًا في متجر "ميسي" الشهير بمدينة نيويورك. هذه القطعة التي بقيت في حوزة عائلة شتراوس لأكثر من قرن، أصبحت الآن أغلى مقتنى مرتبط بتيتانيك يتم بيعه في مزاد علني.
قصة الزوجين إسيدور وإيدا شتراوس على متن تيتانيك
الساعة تحمل قيمة تاريخية وعاطفية كبيرة، إذ ارتبطت بقصة الزوجين إسيدور شتراوس وزوجته إيدا شتراوس، اللذين جسدهما فيلم "تيتانيك" كزوجين رفضا الانفصال في لحظات الغرق الأخيرة.
عندما عُرض على إسيدور مقعد في أحد قوارب النجاة نظرًا لكبر سنه، رفض قائلاً إنه لن يغادر قبل الرجال الآخرين، فيما رفضت زوجته إيدا تركه، ليُشاهدا آخر مرة وهما جالسان على مقاعد السفينة في مواجهة مصيرهما معًا.
هذه القصة الإنسانية جعلت من الساعة رمزًا للتضحية والوفاء، خاصة وأن الزوجين كانا من بين قلة من ركاب الدرجة الأولى الذين لقوا حتفهم في الكارثة.
مقتنيات من تيتانيك تحقق أسعارًا مرتفعة
الساعة لم تكن القطعة الوحيدة التي جذبت اهتمام المزايدين، إذ بيعت رسالة كتبتها إيدا شتراوس على أوراق رسمية للسفينة وأرسلتها أثناء الرحلة بمبلغ 100 ألف جنيه إسترليني يعادل تقريباً حاليًا حوالي 131 ألف دولار أمريكي.
كما أشار منظمو المزاد إلى أن الرقم القياسي السابق لمقتنيات تيتانيك كان قد سُجل العام الماضي، عندما بيعت ساعة ذهبية أخرى أهديت لقائد سفينة أنقذ أكثر من 700 راكب من الغرق بمبلغ 1.56 مليون جنيه إسترليني تبلغ تقريبًا 2.04 مليون دولار أمريكي.
لكن بيع ساعة إسيدور شتراوس تجاوز هذا الرقم ليؤكد استمرار الاهتمام العالمي بمقتنيات السفينة المنكوبة، التي لا تزال بعد أكثر من قرن رمزًا للتاريخ والذاكرة الجماعية.
