أول معالج بالموجات الدقيقة قد يغيّر مستقبل الذكاء الاصطناعي
أعلن فريق من جامعة كورنيل الأمريكية عن ابتكار أول شريحة حاسوبية في العالم تعمل بالموجات الدقيقة بدلًا من الدوائر الرقمية التقليدية، في إنجاز علمي يُتوقع أن يغيّر مستقبل الحوسبة والذكاء الاصطناعي.
ونُشرت نتائج البحث في مجلة Nature Electronics، حيث أكد العلماء أن هذه الشريحة الجديدة أسرع بكثير من المعالجات التقليدية وتستهلك طاقة أقل بنسبة كبيرة.
أول شريحة في العالم تعمل بالموجات الدقيقة
تعتمد الشريحة على الموجات الدقيقة التناظرية ضمن نطاق الطيف الكهرومغناطيسي، وتُستخدم داخل شبكة عصبية اصطناعية لمعالجة البيانات وتحديد الأنماط بسرعة ودقة عالية.
وقال الباحث بال جوفيند، المشرف على الدراسة: "الموجات الدقيقة تتيح معالجة الإشارات في نطاق واسع من الترددات، ما يمنح الشريحة قدرة فورية على تنفيذ مهام متعددة دون الخطوات المعقدة التي تتطلبها المعالجات الرقمية التقليدية".

تعمل الشريحة على تنفيذ العمليات الحسابية بسرعة تصل إلى 20 جيجاهيرتز، أي ما يعادل أكثر من 20 مليار عملية في الثانية، متفوقة بذلك على معظم المعالجات المنزلية التي تعمل بين 2.5 و4 جيجاهيرتز.
ووفقًا للباحثة أليسا أبسل، المشاركة في المشروع ومديرة كلية الهندسة الكهربائية بجامعة كورنيل، فإن التصميم الجديد "لا يعتمد على تقليد البنية الرقمية التقليدية، بل يستفيد من سلوك الموجات لتقديم أداء أعلى وكفاءة طاقة غير مسبوقة".
استهلاك الشريحة الدقيقة الجديدة
تستهلك الشريحة طاقة أقل من 0.2 واط فقط، أي ما يعادل استهلاك هاتف محمول أثناء الإرسال، مقارنةً بالمعالجات التقليدية التي تستهلك نحو 65 واطًا.
هذه الميزة تجعلها مناسبة للاستخدام في الأجهزة الذكية القابلة للارتداء وأنظمة الذكاء الاصطناعي الطرفية، التي تعمل دون اتصال مباشر بالخوادم.
اقرأ أيضا: Ironwood.. غوغل تطلق شريحة الذكاء الاصطناعي الجديدة (فيديو)
ويخطط فريق البحث لتطوير نسخة أكثر إحكامًا من الشريحة، لتقليل حجمها وزيادة دقتها، ما قد يساعد على تدريب الشبكات العصبية الاصطناعية بشكل أكثر كفاءة.
وأكد الباحثون أن هذه التقنية تمثل خطوة نحو جيل جديد من الحوسبة، يجمع بين السرعة الفائقة واستهلاك الطاقة المنخفض، مع تطبيقات واعدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والاتصالات اللاسلكية والتصوير الراداري.
