ديناصور بحجم قطة يُعيد كتابة تاريخ العصر الجوراسي
اكتشف فريق من علماء الحفريات نوعًا جديدًا من الديناصورات الصغيرة في ولاية كولورادو الأمريكية، أُطلق عليه اسم Enigmacursor mollyborthwickae. يبلغ طول هذا الكائن نحو ثلاثة أقدام فقط، أي ما يعادل حجم قطة منزلية، لكنه يُعد اكتشافًا بالغ الأهمية في علم الأحياء القديمة.
ورغم حجمه المتواضع، يكشف هذا الديناصور كيف تمكنت الكائنات الصغيرة من التكيف والبقاء في بيئة كانت تهيمن عليها الديناصورات العملاقة قبل أكثر من 150 مليون سنة.
الهيكل العظمي المحفوظ بدقة يُعرض حاليًا في متحف التاريخ الطبيعي بلندن، حيث يخضع لتحليل علمي باستخدام تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد، ما يتيح للباحثين حول العالم دراسة تفاصيله الدقيقة دون المساس بالعظام الأصلية.
تم العثور على هذا الديناصور في أرض خاصة بكولورادو، قبل نقله إلى المملكة المتحدة لتحليله. ويشير اسمه العلمي إلى طبيعته الغامضة وسرعته، إذ يجمع بين كلمة "لغز" و"عدّاء".
وبحسب دراسة نُشرت في مجلة Royal Society Open Science، فإن نسب عظام الفخذ والساق والكاحل تؤكد أنه كان سريع الحركة، وهي ميزة حيوية ساعدته على النجاة وسط مفترسات ضخمة، خاصة في السهول الفيضية المفتوحة التي كانت جزءًا من النظام البيئي الجوراسي.
تصنيف الديناصورات الصغيرة في العصر الجوراسي
لطالما تم تصنيف الديناصورات الصغيرة في تكوين موريسون تحت أسماء عامة مثل Nanosaurus، لكن مراجعة علمية حديثة قادها العالمان بول باريت وسوزانا ميدمنت كشفت أن العديد من هذه الأسماء كانت غير دقيقة وتعتمد على حفريات غير مكتملة.
ويُعد Enigmacursor mollyborthwickae أول نموذج مكتمل يُستخدم كـ"عينة مرجعية" لتحديد هذا النوع، حيث تم العثور على أجزاء متكاملة من الورك والساقين والذراعين والعمود الفقري.
عند تحليل خصائصه التشريحية، تبيّن أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بـ ـYandusaurus، وهو ديناصور صغير من الصين، ما يشير إلى وجود روابط تطورية عالمية بين الديناصورات العاشبة ذات الورك المشابه للطيور.
دور التكنولوجيا في دراسة الديناصورات
ما يجعل هذا الاكتشاف أكثر تميزًا هو طريقة دراسته؛ فقد تم مسح الهيكل العظمي بتقنية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، ما أتاح للعلماء حول العالم فحصه رقميًا دون المساس بالعظام الأصلية.وتُظهر هذه النماذج الرقمية تفاصيل دقيقة مثل علامات العضلات وملمس العظام وخطوط النمو، وهي متاحة الآن ضمن قواعد بيانات مفتوحة للباحثين في مجالات متعددة.
وتؤكد ميدمنت أن الرقمنة تُحدث ثورة في علم الحفريات، خاصةً في دراسة الديناصورات الصغيرة التي غالبًا ما تُهمل بسبب هشاشة عظامها. هذا التحول الرقمي لا يساعد فقط في تسريع الاكتشافات، بل يضمن أيضًا حفظ الحفريات النادرة للأجيال القادمة، ويعيد الاعتبار للديناصورات الصغيرة التي لعبت دورًا مهمًا في توازن النظم البيئية القديمة.
