بين الثقة والحذر: لماذا الرجال أكثر عرضة لحوادث المرور؟
كشفت دراسة جديدة في المملكة المتحدة، شملت 2000 سائق وسائقة، عن مفارقة مثيرة في عالم القيادة؛ إذ أظهرت أن الرجال يشعرون بثقة أكبر أثناء القيادة مقارنة بالنساء، رغم أنهم أكثر تورطًا في الحوادث المميتة.
ووفقًا لنتائج الدراسة، قال 86% من الرجال إنهم يشعرون بالأمان خلف عجلة القيادة، مقابل 78% فقط من النساء.
غير أن بيانات وزارة النقل البريطانية أوضحت أن الرجال كانوا مسؤولين عن 76% من وفيات الطرق في العام الماضي، فضلًا عن 61% من مجموع الإصابات الناجمة عن الحوادث بدرجاتها المختلفة.
تأثير الثقة الزائدة على الحوادث المرورية
على النقيض من ذلك، كشفت الإحصاءات أن النساء أكثر نجاحًا وانضباطًا في القيادة، فبين يناير ومارس من هذا العام، بلغت نسبة اجتياز النساء لاختبارات القيادة 48% مقابل 44% بين الرجال.
كما بيّنت الدراسة أن 70% من الرجال يعتقدون أنهم قد ينجحون بسهولة في اختبار القيادة لو خضعوا له مجددًا، مقابل 58% فقط من النساء، ما يعكس ميل الرجال إلى الثقة الزائدة، بينما تميل النساء إلى الحذر الذاتي والاعتراف بمواطن الضعف في القيادة.
أرجع الخبراء سبب الفجوة في معدلات الحوادث إلى ما وصفوه بـ"الثقة المفرطة" بين السائقين الذكور، إذ أظهرت البيانات أن 20% فقط من الرجال يشعرون بعدم الأمان أثناء القيادة في ظروف الطقس السيئة، بينما ترتفع النسبة إلى 39% بين النساء، وهذه الثقة الزائدة وفقًا للمختصين لا تُعبّر بالضرورة عن المهارة، بل قد تدفع بعض السائقين إلى اتخاذ قرارات متهورة تُعرّضهم وغيرهم للخطر.
أسباب ارتفاع الحوادث المرورية بين الرجال
في حين يرى بعض المحللين أن الرجال يقودون لمسافات أطول من النساء، وهو ما قد يفسّر كليًا أو جزئيًا ارتفاع معدلات الحوادث بينهم، تطرح الأرقام تساؤلات أعمق حول سلوك القيادة، وبحسب دراسة لوزارة النقل الأمريكية، يقطع الرجال نحو 16.550 ميلًا سنويًا مقابل 10.142 ميلًا فقط للنساء.
اقرأ أيضاً المرور السعودي:78% من نسبة حوادث المركبات في المملكة بسبب الجوال!
وإذا قُسمت المسافات بالتناسب، فإن الرجال يمثلون قرابة 62% من إجمالي الأميال المقطوعة على الطرق، ومع أن هذه النسبة قريبة من نسبة تورطهم في الحوادث (61%)، إلا أن خبراء السلامة يرون أن المشكلة لا تتعلق فقط بكمية القيادة، بل بنوعية السلوك على الطريق والتباين في إدراك المخاطر.
أكد جون كوشنيك، من المنظمة الوطنية لمساعدة ضحايا الحوادث (National Accident Helpline)، أن الهدف من الدراسة ليس إلقاء اللوم على الرجال، بل تسليط الضوء على "نقطة عمياء خطيرة" في فهمنا لأنماط السلوك المروري.
وأضاف أن تحليل الأسباب النفسية وراء الفوارق في القيادة بين الجنسين قد يساعد في تطوير برامج توعية أكثر فعالية للحد من الحوادث.
