أول هبوط من نوعه لطائرة بوينغ 787 على أحد أخطر مدارج العالم (فيديو)
.شهدت القارة القطبية الجنوبية حدثًا استثنائيًا بعد أن أصبحت طائرة بوينغ 787 أول طائرة ركاب تهبط في قاعدة "ترول إيرفيلد"، أحد أخطر مواقع الهبوط في العالم. اللقطة المصوّرة التي انتشرت بسرعة على الإنترنت أظهرت طائرة تابعة لشركة "نورْس إيرويز" وهي تنفذ الهبوط التاريخي بنجاح وسط تضاريس جليدية قاسية وأجواء شديدة البرودة.
ووصفت عملية الهبوط بأنها "مغامرة ملاحية غير مسبوقة" نظرًا لطبيعة المنطقة التي يُغطّيها الجليد بشكل دائم وتفتقر إلى تجهيزات الطيران التقليدية الموجودة في أغلب المطارات حول العالم.
مطار ترول الجليدي بأنتاركتيكا
تقع "ترول إيرفيلد" في منطقة جبلية نائية بالقارة القطبية الجنوبية، وتُستخدم عادةً لنقل البعثات العلمية والإمدادات إلى المحطات البحثية في القطب. بنيت القاعدة عام 2005 وتخضع لإدارة المعهد القطبي النرويجي، وتتميز بمدرجٍ جليدي بطول نحو 3000 متر، ما يجعل الهبوط عليها تحديًا كبيرًا للطيارين حتى في أفضل الظروف الجوية.
وتعتمد الطائرات التي تهبط هناك على تحليل دقيق لاتجاه الرياح ودرجة احتكاك الإطارات بالجليد لتجنب الانزلاق أو الانحراف أثناء التوقف، كما تُنفّذ العمليات الجوية في النهار فقط عندما يسمح الضوء الطبيعي بذلك.
تفاصيل هبوط بوينغ 787 في مطار ترول الجليدي
أجرت شركة "نورْس إيرويز" الرحلة باستخدام طائرة بوينغ 787 دريملاينر، وهي من فئة الطائرات الحديثة ذات المدى الطويل المصممة للرحلات العابرة للقارات. أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة لحظة ملامسة العجلات أرض المدرج الجليدي وسط حالة من التأهب داخل قمرة القيادة، قبل أن تتدحرج الطائرة ببطء حتى التوقف الكامل.
وقد تساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن الطريقة التي تمكنت بها الشركة من تنفيذ هذا الهبوط المعقد، في حين أوضح محللون أن نجاح المهمة يعود إلى التخطيط الدقيق والتدريب المكثف لطاقم الطيران على ظروف الطقس في القطب الجنوبي.
اقرأ أيضاً حادث تحطم طائرة UPS في كنتاكي يودي بحياة 7 أشخاص.. اعرف التفاصيل (فيديو)
يُعد هذا الهبوط علامة فارقة في تاريخ الطيران التجاري، إذ يؤكد إمكانية تشغيل الطائرات الحديثة في بيئات كانت تُعتبر سابقًا غير صالحة للهبوط. كما يُتوقع أن يسهم الحدث في تعزيز جهود الأبحاث العلمية والنقل في المناطق القطبية، التي تزداد أهميتها مع تطورات دراسات تغيّر المناخ.
وبينما لم تصدر الشركة تفاصيل رسمية حول جدول الرحلات المقبلة إلى القارة، فإن الرسالة التي حملها هذا الإنجاز واضحة: التكنولوجيا الحديثة يمكنها الآن الوصول إلى أقصى بقاع الأرض بأمان وكفاءة.
