"قرون بشرية حقيقية".. دراسة تكشف سر تكوّن نتوءات جلدية قد تتحول إلى سرطان خطير
كشفت دراسة علمية أن بعض الأشخاص يمكن أن تنمو لديهم قرون جلدية تُعرف علميًا باسم Cutaneous Horns، وهي كتل صلبة من الكيراتين المادة نفسها التي تكوّن الشعر والأظافر تنمو على سطح الجلد لتبدو كقرون الحيوانات، تتراوح ألوانها بين الأصفر والبني والرمادي، ويختلف شكلها وحجمها بحسب طبيعة الخلايا المكوّنة لها وكمية الصبغات الموجودة فيها.
يُعد الكيراتين من المواد الأساسية التي تمنح الجلد والأظافر والشعر صلابتها، كما يشكّل أيضًا الحوافر والقرون لدى الحيوانات. ويحدث نمو غير طبيعي لهذه المادة لدى الإنسان عندما تفقد الخلايا الجلدية توازنها أو تتعرّض لتلفٍ ناتج عن الشيخوخة أو التعرض المفرط لأشعة الشمس.
وتتكوّن القرون الجلدية عادةً من آفات جلدية سابقة، قد تكون حميدة مثل الثآليل الناتجة عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، أو من تقرحات شمسية (Actinic Keratosis) تُعتبر مرحلة ما قبل سرطانية. وتشير البيانات إلى أن ما بين 16% إلى 20% من الحالات قد تتحول إلى سرطان الخلايا الحرشفية، وهو أحد أنواع سرطان الجلد الذي يبدأ في الطبقة الخارجية وقد يغزو الأنسجة العميقة إذا لم يُعالج مبكرًا.
عوامل نمو القرون
تُظهر الدراسة المنشورة في مجلة The Conversation،أن القرون الجلدية أكثر شيوعًا بين كبار السن وذوي البشرة الفاتحة، خاصة في مناطق الوجه والرأس والرقبة التي تتعرض مباشرةً للأشعة فوق البنفسجية.
كما تُعتبر أضرار الشمس من أهم أسباب تشكّل الخلايا غير الطبيعية المسؤولة عن إنتاج الكيراتين الزائد.
ويؤكد الأطباء ضرورة فحص أي نتوء صلب أو قرني الشكل يظهر على الجلد، حتى لو لم يسبب ألمًا، إذ قد يخفي وراءه ورمًا خبيثًا.
ويُعالج عادةً بإجراء استئصال جراحي يشمل النسيج المتصل بالقرن لضمان إزالة الخلايا المتضررة ومنع عودتها.
سُجلت حالات نادرة لقرون بشرية ضخمة، منها امرأة صينية عام 2024 نما على جبينها قرن بطول 10 سنتيمترات خلال سبع سنوات.
ويؤكد الخبراء أن القرون الجلدية، رغم ندرتها، تمثل مؤشرًا يجب التعامل معه بحذر. فالكشف المبكر والعلاج السريع يضمنان سلامة المريض ويمنعان تطور الحالة إلى مراحل خطيرة.
