بالأرقام.. هل ما زال محمد صلاح أفضل جناح في الدوري الإنجليزي؟
بعد مرور عشر جولات من الدوري الإنجليزي الممتاز (Premier League) لموسم 2025، لا يزال النقاش محتدمًا حول أداء محمد صلاح، نجم ليفربول (Liverpool) وقائد منتخب مصر، خاصة بعد أن قاد فريقه الموسم الماضي إلى لقب الدوري بأداء وُصف بالأفضل في مسيرته.
لكن هذا الموسم، وبينما يحتل ليفربول المركز الثالث بفارق سبع نقاط عن أرسنال (Arsenal) المتصدر، فإن أرقام صلاح تراجعت قليلًا، إذ سجل 4 أهداف وصنع تمريرتين حاسمتين في أول عشر مباريات، مقارنة بـ7 أهداف و5 تمريرات حاسمة في المرحلة نفسها من الموسم الماضي.
أفضل الأجنحة في الدوري الإنجليزي
رغم الانتقادات الموجهة له، فإن الأداء العام للفريق يفسّر كثيرًا من الفروقات الرقمية. فليفربول هذا الموسم يعاني من تذبذب هجومي واضح رغم التعاقد مع أسماء بارزة مثل ألكسندر إيزاك وفلوريان فيرتز، اللذين كان من المتوقع أن يضيفا عمقًا هجوميًا أكبر. ومع ذلك، يظل صلاح اللاعب الأكثر تأثيرًا ومساهمة في إنتاج الأهداف بين زملائه.
كما أن الأرقام لا تعكس دائمًا الصورة الكاملة، إذ تؤكد اللقطات الفنية أن صلاح كان قريبًا من تسجيل أو صناعة أهداف إضافية لولا سوء الحظ، أبرزها في مواجهة مانشستر يونايتد، حيث حرمه القائم من تمريرتين حاسمتين مؤكدتين.
مقارنة بين صلاح وأبرز أجنحة البريميرليغ
عند النظر إلى أرقام لاعبي مركز الجناح حتى الجولة العاشرة، يحتل صلاح المركز الثاني في المساهمات التهديفية الإجمالية (6) خلف أنطونيو سيمينيو جناح بورنموث الذي يملك 9 مساهمات (6 أهداف و3 تمريرات).
بينما يأتي بعد صلاح عدد من أبرز الأسماء في المسابقة، مثل:
بريان مبيومو (مانشستر يونايتد): 5 مساهمات (4 أهداف + تمريرة).
بوكايو ساكا (أرسنال): هدفان فقط دون تمريرات حاسمة.
محمد قدوس (توتنهام): 5 مساهمات (هدف + 4 تمريرات).
جيريمي دوكو (مانشستر سيتي): 3 تمريرات دون أهداف.
بيدرو نيتو (تشيلسي): 4 مساهمات (2 + 2).
ورغم اختلاف أساليب اللعب بين هذه الفرق، إلا أن صلاح ما زال يحافظ على معدل تهديف وصناعة أعلى من معظم منافسيه المباشرين، إذ يبلغ إجمالي دقائق لعبه 894 دقيقة، بمعدل مساهمة كل 149 دقيقة تقريبًا.
اقرأ أيضا: لقاء بين محمد صلاح وستيفن جيرارد يسرق الأضواء من فوز ليفربول
وعلى مستوى الإبداع الهجومي، يحتل صلاح المركز الثاني في صناعة الفرص الخطيرة (5)، متساويًا مع زميليه كودي خاكبو ودوكو، بينما يتقدّم خاكبو في إجمالي الفرص المصنوعة (21) مقابل 18 لصلاح.
هذه الأرقام تؤكد أن جناح ليفربول لا يزال أحد أكثر اللاعبين إنتاجًا في مركزه، سواء من حيث التسجيل أو صناعة اللعب، رغم تراجع النتائج الجماعية للفريق.
ومع بلوغه عامه الـ33، يواصل محمد صلاح إثبات أن العامل العمري لم يؤثر على حساسيته التهديفية أو حضوره الذهني. غير أن سقف التوقعات المرتفع بعد موسمه الأسطوري الماضي جعل أي انخفاض طفيف في الأرقام مادة للانتقاد والمقارنة.
ورغم الانتقادات الإعلامية، تؤكد لغة الأرقام، التي لا تعرف الانحياز، أن صلاح لا يزال في صدارة أجنحة البريميرليغ أداءً وتأثيرًا، وأن فصله عن منافسيه ما زال مسألة وقت، وليس تراجعًا حقيقيًا في المستوى.
