تحفة زمنيّة جديدة تدق ناقوس الفخامة: Slim d’Hermès Neo Brandebourgs من هيرميس
في كل مرة تعود فيها هيرميس إلى أرشيفها، لا تكتفي باستحضار الماضي، بل تعيد صياغته بلغة المستقبل. من هناك، من جذور الإلهام الأولى، وُلد مشروع جديد يمزج الانضباط بالفن، ليقدّم رؤية غير متوقعة لما يمكن أن تكون عليه الفخامة حين تُروى من جديد.
من هذا الخيط الممتد بين التاريخ والابتكار، كشفت الدار عن ساعة Slim d’Hermès Neo Brandebourgs، تحفة جديدة تُعيد قراءة رمز كلاسيكي بعيونٍ معاصرة.
جذور الإلهام لساعات هيرمس
منذ عام 1972، تستمد هيرميس إحدى روافد إبداعها من وشاحها الشهير المعروف باسم براندبورغز Brandebourgs، عمل فني خالد ابتكرته الفنانة كاتي لاثام.
ذلك الوشاح لم يكن مجرد تصميم زخرفي، بل احتفاء بعراقة سترة عسكرية تعود إلى القرن التاسع عشر، والمحفوظة حتى اليوم ضمن مقتنيات مكتبة إيميل إيرميس الخاصة.
كانت تلك السترة رمزًا للفخامة والانضباط، بتفاصيلها المطرّزة وضفائرها المميزة التي ألهمت الاسم نفسه: Brandebourg، وهو مصطلح يُشير في الأزياء إلى العُقد والجدائل الزخرفية التي كانت تزيّن أزياء الضباط آنذاك.
على مر العقود، ظل هذا الإرث جزءا من ذاكرة الدار البصرية، إلى أن أعادت هيرميس اليوم قراءته من جديد عبر ساعة Slim d’Hermès Neo Brandebourgs، حيث يتحوّل الوشاح التاريخي إلى منصة للحوار بين الماضي والمستقبل.
في هذا المشروع، استحضر المصمم الياباني دايسكي نومورا عناصر الزخرفة الكلاسيكية ليعيد صياغتها بروح مستقبلية، في رؤية تُحوّل السترة العسكرية إلى درع أنيق يرمز إلى فارس العصر الحديث، في تلميح خفي للجذور الفروسية التي رافقت هوية الدار منذ نشأتها.
يتجلّى هذا الامتزاج بين الأصالة والتجديد بوضوح على الميناء، بحيث يجتمع التكوين الهندسي بالدقة الفنية في عرض مذهل للحرفية. وباستخدام أداة الحفر اليدوية burin، نُحِتت الزخارف على المعدن بعناية متناهية قبل أن يُعاد تلوين التفاصيل الدقيقة بتقنية الرسم المصغّر، لتتحول كل طبقة إلى أثر يروي قصة زمنين في آن واحد.
تصميم وهيكل ساعة هيرمس
تنتمي ساعة Slim d’Hermès Neo Brandebourgs إلى إصدار محدود لا يتجاوز 24 قطعة، ما يمنحها طابعًا نادرًا يزاوج بين الحرفية العالية وفكرة الاقتناء الفني.
هذا الحصر العددي ليس مجرد اختيار إنتاجي، بل تأكيد لفلسفة هيرميس التي ترى في كل ساعة عملا فريدًا يحمل توقيعًا شخصيًا لا يكرّر نفسه.
تتجسد هذه الفكرة بوضوح في العلبة المصنوعة من البلاتين المصقول بقطر 39.5 ملليمتر، حيث ينعكس النقاء التصميمي الذي ميّز مجموعة Slim d’Hermès منذ ابتكارها عام 2015 على يد فيليب ديلهوتال.
غير أن هذا الإصدار يستمد خصوصيته من جرأته الجمالية، إذ يتخلى عن الأرقام المميزة للمجموعة ليمنح الميناء مساحته الكاملة بوصفه لوحة مجردة تنبض بالفن والحركة.
وعند التمعن في الميناء، يأسر النظر قفص التوربيون عند موضع الساعة السابعة، بتصميم هندسي من حرفي H المتشابكين يستحضر روح المصعد الحديدي التاريخي في متجر هيرميس. هكذا، يتحول الرمز التراثي إلى عنصر معاصر يوازن بين الذاكرة الباريسية وابتكار اليوم.
اقرأ أيضا: هيرميس تراهن على الابتكار في ساعتها الجديدة H08 Chronograph
تعزز الألوان هذا الحوار بين الحيوية والهدوء من خلال نسختين متقابلتين في المزاج والتعبير: الأولى تنبض بدرجات الأخضر النيون والأزرق لتمنح الميناء طاقة مفعمة بالحركة، في حين تميل الثانية إلى صفاء أكثر نضجًا بألوان البني والأزرق الفاتح والأوكر على خلفية داكنة محببة، تتناغم مع قاعدة بلون بيج تضيف عمقًا وأناقة متزنة.
التفاصيل التقنية لساعات هيرمس
في جوهر ساعة Slim d’Hermès Neo Brandebourgs تنبض حركة H1950T الأوتوماتيكية، وهي تحفة ميكانيكية فائقة النحافة تجمع بين الأناقة والابتكار الدقيق. هذه الحركة تأتي بمنزلة ترجمة ملموسة لأسلوب هيرميس الذي يجعل التقنية امتدادًا للجمال.
عند التعمق في تفاصيلها، تكشف الحركة عن آلية توربيون خفيفة وميكرو-روتور مدمج يقدمان مشهدًا فنيًا من التوازن والديناميكية.
فبينما يوفّران طاقة مثالية تضمن الأداء المستقر، يحافظان في الوقت ذاته على نحافة مذهلة لا تتجاوز بضعة مليمترات، ليبقى الإحساس بالخفّة جزءا من هوية الساعة. ومع تردد يبلغ 3 هرتز واحتياطي طاقة يمتد إلى 48 ساعة، تتجلى الدقة التقنية في أبهى صورها.
ومن خلال الغطاء الخلفي المصنوع من كريستال الياقوت الشفاف، يمكن لعشاق الساعات ملاحظة الجانب المعماري للحركة بكل تفاصيله، من الدوّار المصغّر المصقول بدقة، إلى الجسور التي تحمل نقوشًا على شكل حرف H بوصفها رمزًا لهوية الدار. هناك، يتجلّى التقاء الانضباط الهندسي بذوق هيرميس الرفيع.
اقرأ أيضًا: ساعات هيرميس الجديدة عنوان للفروسية
وراء هذا الأداء الميكانيكي المتقن تقف خبرة مشاغل Vaucher Manufacture في فلورييه السويسرية، حيث وُلدت حركة H1950T بتقنيات تجمع الحرفية التقليدية والدقة المعاصرة.
ومنذ اقتناء هيرميس لحصة تبلغ 25% من هذه الدار عام 2006، أصبح هذا التعاون منبعًا لحركات ميكانيكية مخصصة تعكس جوهر فلسفة العلامة في المزج بين الابتكار الهادئ والكمال الحرفي.
