بين الحظر والسخرية.. حملة البيت الأبيض على Bluesky تواجه تحديًا غير مسبوق
في خطوة مفاجئة، أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة تواصل رقمية جديدة، باختيارها منصة "بلوسكي Bluesky"، المنافس اليساري لمنصة إكس، لتوجيه انتقادات لخصومها الديمقراطيين، غير أن التجربة انقلبت سريعًا ضدها، بعد موجة حظر غير مسبوقة.
وانضمّ البيت الأبيض إلى المنصة يوم الجمعة الماضي، إلى جانب عدد من الوزارات الأمريكية، منها الداخلية والتجارة والنقل والخارجية والصحة والخدمات الإنسانية، في محاولة لفتح قنوات جديدة للتواصل مع الجمهور.
اقرأ أيضا: ما لم تشاهده من قبل في البيت الأبيض !
في أول منشور له، نشر حساب البيت الأبيض مقطع فيديو يضم أبرز لقطات ترامب وميماته الساخرة، مرفقًا برسالة: "كيف حالك يا بلوسكي؟ ظننا أنك ربما فاتتك بعض من أهم فيديوهاتنا، لذلك جمعنا لك هذا المنشور".
رد منصة بلوسكي
ما بدا أنه تحرك سياسي مدروس، تحول خلال ساعات إلى عاصفة رقمية من الانتقادات والسخرية، إذ تفاعل مستخدمو المنصة، التي يُنظر إليها على نطاق واسع كمنبر يساري، بردود حادة، واتجه العديد منهم إلى حظر حساب البيت الأبيض فورًا.
وبحسب بيانات شركة ClearSky، المختصة برصد إحصائيات بلوسكي، أصبح حساب البيت الأبيض بعد أقل من 48 ساعة فقط من إنشائه ثاني أكثر الحسابات حظرًا على المنصة، إذ حظره أكثر من 91 ألف مستخدم، في حين لم يتجاوز عدد متابعيه 10 آلاف فقط.
ويأتي حساب نائب الرئيس جيه دي فانس في المركز الأول، بعدما حظره عدد أكبر من المستخدمين منذ انضمامه في يونيو الماضي.

واعتبر العديد من مستخدمي بلوسكي دخول الإدارة الأمريكية المحافظة إلى المنصة "محاولة استفزازية"، فيما كتب بن كولينز، الرئيس التنفيذي لموقع ذا أونيون الساخر، قائلًا: "سبب ملاحقتهم لهذا الموقع هو عدم قدرتهم على السيطرة على مستخدميه، وهذا ما يُثير غضبهم".
كما شارك عدد من الشخصيات البارزة على المنصة في الحملة الساخرة، إذ دعا الممثل الكوميدي بول إف تومكينز متابعيه إلى "حظر البيت الأبيض والمضي قدمًا"، في حين امتلأت التعليقات بصور وميمات تهكمية، تناولت علاقة ترامب بالملياردير الراحل جيفري إبستين.
وأثار نشر رسائل هجومية من حسابات وزارات أمريكية جدلًا قانونيًا، إذ حذر خبراء من احتمال انتهاك قانون هاتش، الذي يمنع الموظفين الحكوميين من ممارسة النشاط السياسي الحزبي أثناء العمل الرسمي.
ورغم أن الحملات الحكومية الجديدة لم تصل بعد إلى مستوى الحظر الذي واجهه البيت الأبيض، فإنها تصدرت قائمة أكثر الحسابات حظرًا خلال 24 ساعة على المنصة، لتتحول الحملة الرقمية إلى واحدة من أكثر التحركات السياسية إثارة للسخرية عبر الإنترنت هذا العام.
