ابتكار بحري فرنسي يغيّر مفهوم شحن البضائع عالميًا
أعلنت شركة نيولاين (Neoline) الفرنسية عن انطلاق أولى رحلات سفينتها الجديدة نيولاينر أوريجين (Neoliner Origin)، التي تمثل بداية فصل جديد في تاريخ النقل البحري المستدام.
صُممت السفينة خصيصًا لنقل البضائع بين مدينتي سان نازير الفرنسية وبالتيمور الأميركية، مرورًا بمحطات في سان بيير وميكلون وهاليفاكس، وهي أول سفينة تجارية من نوعها تعمل بطاقة الرياح والديزل الكهربائي بشكل متكامل.
تم بناء السفينة في حوض RMK Marine التركي لصالح الشركة الفرنسية، ويبلغ طولها 136 مترًا، وتُصنف كسفينة دحرجة (Ro-Ro) قادرة على نقل البضائع الثقيلة والخفيفة على حد سواء، بما في ذلك السيارات والحاويات المبردة والمعدات الصناعية.
وتستخدم السفينة نظام دفع هجين يجمع بين الأشرعة الكربونية التي صممتها شركة Chantiers de l’Atlantique، ومحرك ديزل-كهربائي بقوة 4,000 كيلوواط يضمن التزامها بالمواعيد الدقيقة للإبحار.
مواصفات سفينة نيولاينر أوريجين
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيولاين جان زانوتيني: "اخترنا RMK Marine لسمعتها في بناء السفن عالية الجودة والتقنيات المتقدمة، إضافةً إلى التزامها بمواعيد التسليم والدعم المالي من مجموعة Koç".

تضم السفينة منحدر تحميل بعرض 12 مترًا وثلاث مناطق شحن مغلقة بمساحة تفوق 3,500 متر مربع، مع قدرة على استيعاب حمولات يصل ارتفاعها إلى 9.8 أمتار ووزنها إلى 200 طن دون الحاجة إلى رافعات.
تُعد نيولاينر أوريجين نموذجًا للجيل القادم من السفن التجارية التي تراعي البيئة. فبفضل تصميمها الهوائي المتطور وأشرعتها التي تبلغ مساحتها الإجمالية 3,000 متر مربع، تتمكن السفينة من تقليل استهلاك الوقود الأحفوري بنسبة تزيد على 80% مقارنة بالسفن التقليدية المشابهة في الحجم، وتعمل بسرعة تجارية تبلغ 11 عقدة، مع إمكانية زيادة السرعة إلى 14 عقدة عند الحاجة.

وأوضح المدير الفني غيليم بان أن السفينة لا تتميز فقط بكفاءتها البيئية، بل أيضًا بهدوئها اللافت الذي يقلل تأثير الضوضاء على الكائنات البحرية.
وأضاف: "بفضل الأشرعة، يقلّ تدحرج السفينة، ما يجعل الرحلة أكثر راحة للطاقم والركاب".
معلومات عن شركة نيولاين
تأسست شركة نيولاين عام 2015 على يد مجموعة من الخبراء بقيادة ميشيل بيري بهدف تطوير وسائل نقل تعتمد على طاقة الرياح. وقد جذبت الفكرة دعم شركات فرنسية بارزة مثل رينو، بينيتو، هينيسي، وريمي كوانترو، التي أصبحت من أوائل عملائها.
وتخطط نيولاين لبناء سفينة شقيقة بالتعاون مع RMK Marine، على أن تتوسع لاحقًا في إنتاج سفن أكبر مخصصة للنقل التجاري واسع النطاق.
اقرأ أيضا: تجربة نهرية غير مسبوقة.. أول سفينة فاخرة للمسافرين المنفردين (فيديو)
ورغم أن نيولاينر أوريجين لا تمتلك وفورات الحجم التي تتميز بها السفن العملاقة، إلا أن قيمتها تكمن في كونها تقدم حلًا عمليًا منخفض الانبعاثات للطرق البحرية المتوسطة.
ويؤكد زانوتيني أن الشركة تراقب عن كثب القرارات التجارية والجمركية الدولية لضمان تدفق متوازن للبضائع في الاتجاهين بين أوروبا والولايات المتحدة، بما يعزز الجدوى التشغيلية للمشروع.
تفتح نيولاينر أوريجين الباب أمام عصر جديد من النقل البحري الأخضر، حيث تندمج التكنولوجيا المتقدمة مع طاقة الرياح لتقديم نموذج عملي وفعّال يُلهم شركات الشحن العالمية لإعادة التفكير في مستقبل الملاحة البحرية.
