تحقيقات جديدة في وفاة إيساك أنديتش صاحب ثروة Mango العملاقة
بعد نحو عام على الحادث الذي هزّ عالم الأعمال والموضة في أوروبا، عادت قضية وفاة الملياردير الإسباني إيساك أنديتش، مؤسس علامة الأزياء الشهيرة "مانجو" Mango، إلى الواجهة مجددًا بعد أن فتحت السلطات الإسبانية تحقيقًا جديدًا حول ملابسات وفاته، التي وقعت في ديسمبر 2024 أثناء رحلة تسلق جبلية مع ابنه الأكبر جوناثان أنديتش.
وكان أنديتش، البالغ من العمر 71 عامًا، قد سقط من ارتفاع يزيد على 320 قدمًا (نحو 97 مترًا) في منطقة مونتسيرات الجبلية قرب مدينة برشلونة، أثناء تنزهه مع ابنه على طريق Les Feixades، وهو مسار شهير للعائلات والمغامرين، يربط بين كهوف سالنيتر ودير مونتسيرات.
تفاصيل حادث وفاة الملياردير إيساك أنديتش
وأشارت التقارير الأولية إلى أن الحادث وقع بينما كان الابن يسير أمام والده على المسار الجبلي، حين سمع صوت تساقط الحجارة خلفه، فالتفت ليجد والده يفقد توازنه ويسقط من منحدرٍ صخريٍّ خالٍ من السياج.
ورغم أن الشرطة صنّفت الحادث حينها كـ«سقوط عرضي»، فإن تناقضات لاحقة في إفادات جوناثان دفعت السلطات إلى إعادة فتح القضية وتحويلها إلى تحقيق قضائي رسمي، بعد أن تحول وضع الابن من "شاهد" إلى "مشتبه به".
وبحسب صحف El País وEl Periódico الإسبانيتين وThe Times البريطانية، تولت شرطة كاتالونيا التحقيق مجددًا، وتعمل حاليًا على فحص أدلة جديدة من بينها محتوى هاتف الابن لمعرفة الملابسات الدقيقة للحادث.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن التحقيق ما زال في مراحله السرية، وأن الفرضية الأساسية لدى الشرطة ما تزال تميل إلى كون الحادث سقوطًا عرضيًا، إذ لم يتم العثور حتى الآن على أدلة قاطعة تشير إلى وجود شبهة جنائية.
اقرأ أيضًا: جو جوناس يتألق بسترة مانجو في شوارع لوس أنجلوس
وفي المقابل، أفادت مصادر قضائية بأن إعادة التحقيق جاءت بعد "تناقضات في أقوال الابن" وملاحظات تقنية تتعلق بموقع السقوط وزاوية الانحدار. وذكرت صحيفة El Periódico أن القضاء الإسباني غيّر تصنيف القضية من "حادث تسلق" إلى "وفاة قيد التحقيق الجنائي".
وفي بيان رسمي صدر عن العائلة، أكدت أسرة أنديتش احترامها الكامل لمجرى التحقيق، قائلة: «العائلة لن تصدر أي تصريحات حفاظًا على سرية الإجراءات، وهي تتعاون بالكامل مع السلطات الإسبانية وواثقة بأن العدالة ستثبت براءة جوناثان أنديتش قريبًا».
ثروة مؤسس علامة مانجو العالمية
يُعدّ إيساك أنديتش أحد أبرز رجال الأعمال في أوروبا، ومؤسس إمبراطورية "مانجو" للأزياء التي انطلقت من متجر صغير في برشلونة عام 1984 لتصبح اليوم شبكة عالمية تضم أكثر من 2,900 متجر في أكثر من 100 دولة.
وعرف أنديتش بأسلوبه المتحفظ وقيادته الهادئة، إذ استطاع على مدى أربعة عقود أن يحول "مانجو" إلى منافس رئيس لعلامات عالمية مثل "زارا" Zara و "إتش أند أم" H&M، مرتكزًا على فلسفة تجمع بين التصميم العصري والإنتاج السريع والجودة المتقنة.
وبحسب مجلة celebritynetworth، قُدرت ثروته عند وفاته بنحو 5 مليارات دولار، ما جعله أحد أغنى الشخصيات في إسبانيا وأثرى رجل أعمال في إقليم كاتالونيا.
في بيان صدر عقب وفاته في ديسمبر الماضي، نعى توني رويز، الرئيس التنفيذي لشركة "مانجو"، مؤسس العلامة بكلمات مؤثرة قال فيها: «نعلن ببالغ الأسى وفاة إيساك أنديتش، رئيس مجلس إدارتنا الفخري ومؤسس الشركة، في حادث مؤلم. لقد كرس حياته لـ"مانجو" وترك بصمة لا تُمحى بفضل رؤيته الاستراتيجية وقيادته الملهمة وقيمه التي نقلها إلينا جميعًا».
وأضاف رويز أن وفاة أنديتش «تترك فراغًا كبيرًا»، مؤكدًا أن مواصلة نجاح العلامة هو «أصدق تكريم يمكن تقديمه لذكراه».
وتابع قائلًا: «إيساك لم يكن مجرد رجل أعمال ناجح، بل كان إنسانًا قريبًا من الجميع، متواضعًا رغم عظمة إنجازاته، وصاحب رؤية جعلت من "مانجو" قصة إسبانية ذات طابع عالمي».
ويأتي هذا التحقيق الجديد ليعيد الجدل حول واحدة من أكثر القضايا غموضًا في أوساط الأعمال الأوروبية، بين من يرى أنها حادثة مأساوية، ومن يعتقد بوجود ألغاز لم تُكشف بعد وراء سقوط أحد أهم رموز الموضة في العالم.
