حكم دولي يكشف أسرارًا صادمة من كواليس التحكيم في عالم كرة القدم
كشف الحكم السويدي الدولي السابق جوناس إريكسون عن كواليس صادمة من داخل عالم التحكيم، في كتابه الجديد الذي تناول فيه تفاصيل دقيقة عن المعايير الصارمة التي كان يفرضها الحكم الإيطالي الشهير بييرلويجي كولينا على الحكام الدوليين.
اقرأ أيضًا: بسبب دعمه لريال مدريد.. استقالة تشيما ألونسو تُعمّق أزمة لجنة الحكام في الليغا
إريكسون، الذي حمل الشارة الدولية بين عامي 2002 و2018، وصف كولينا بأنه "الأكثر صرامة في تاريخ التحكيم"، مشيرًا إلى أن الأخير لم يكن يكتفي بتقييم الأداء الفني، بل كان يُخضع الحكام لاختبارات جسدية ونفسية دقيقة، بعضها كان يتم أمام زملائهم في مشاهد وصفها بـ"المهينة".
أسرار في عالم التحكيم
من أبرز ما كشفه إريكسون أن كولينا أجرى اختبارات نظر صارمة لجميع الحكام، ليتبين أن بعضهم يعاني من عمى الألوان، وهو ما يؤثر على قدرتهم على التمييز بين قمصان الفرق أو إشارات الحكام المساعدين.
الأكثر صدمة، بحسب إريكسون، كان اكتشاف أن أحد الحكام لا يرى إلا بعين واحدة فقط، ما اضطره إلى الاعتزال فورًا بعد أن كشف كولينا حالته.
وأضاف: "كان الأمر صادمًا للجميع، لكنه لم يكن مقبولًا أن يستمر حكم في إدارة مباريات دولية بهذه الحالة".
ولم تتوقف صرامة كولينا عند النظر، بل امتدت إلى اختبارات نسبة الدهون في الجسم، والتي كانت تُجرى علنًا أمام باقي الحكام، ما تسبب في إحراج البعض.
اقرأ أيضًا: تمديد تجربة الكاميرات المثبتة على الحكام في البطولات الرياضية
وفرض كولينا قيودًا صارمة على النظام الغذائي، ومنع تناول بعض الأطعمة خلال المعسكرات، في إطار سعيه للحفاظ على أعلى مستويات اللياقة والانضباط.
إريكسون وصف هذه الإجراءات بأنها "قاسية لكنها ضرورية"، مشيرًا إلى أن كولينا كان يؤمن بأن الحكم يجب أن يكون في أفضل حالاته البدنية والنفسية، تمامًا كأي لاعب محترف.
من هو بييرلويجي كولينا؟
يُعد بييرلويجي كولينا أحد أعظم حكام كرة القدم في التاريخ، وقد نال جائزة أفضل حكم في العالم ست مرات متتالية بين عامي 1998 و2003، وأدار نهائي دوري أبطال أوروبا 1999، ونهائي كأس العالم 2002 بين ألمانيا والبرازيل، واشتهر بنظرته الحادة وهيبته داخل الملعب.
اقرأ أيضًا: فيفا يقرر وضع كاميرات على أجساد الحكام في كأس العالم للأندية
وبعد اعتزاله في 2005، تولّى مناصب إدارية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، ثم في الاتحاد الدولي "فيفا"، حيث واصل تطبيق فلسفته الصارمة في تطوير التحكيم، ورفع معاييره إلى مستويات غير مسبوقة.
