لوحة بيكاسو النادرة “صورة امرأة بقبعة مزهّرة” تُعرض في مزاد بعد 80 عامًا
بعد أكثر من 80 عامًا من اختفائها عن أنظار الجمهور، تعود لوحة بيكاسو النادرة بعنوان "صورة امرأة بقبعة مزهّرة" إلى الواجهة، حيث ستُطرح في مزاد يقام بالعاصمة الفرنسية باريس يوم 24 أكتوبر المقبل.
اللوحة الزيتية تصور الفنانة والمصورة الفرنسية دورا مار، إحدى أهم موسيز بيكاسو وعشيقاته، وهي ترتدي قبعة زاهية الألوان بدرجات الباستيل الأخضر والأزرق والأصفر، في حين يعكس وجهها القلق والتأثر.
تم ابتكار اللوحة في يوليو 1943، خلال الاحتلال النازي لباريس، ويصفها خبير الفن أغنيس سيفيسترباربي بأنها "لوحة ذات أهمية تاريخية وفنية كبيرة، لا سيما أنها بقيت غير مرئية للجمهور طوال هذه الفترة". وقد اكتسبت اللوحة لاحقًا عام 1944 بواسطة جامع أعمال مجهول، وظلت ضمن أسرته منذ ذلك الحين دون عرض أو مزاد سابق.
خلفية تاريخية وعاطفية للوحة
أوضح المؤرخ الهولندي آرثر براند، المختص في جرائم الفن، أن اللوحة تُظهر دورا مار بحالة حزن أكثر من بعض بورتريهاتها السابقة، مشيرًا إلى أنها "تبدو كأنها تبكي".
ويرى براند أن عدة عوامل ساهمت في هذا الطابع الكئيب، منها انتهاء العلاقة العاطفية بين بيكاسو ومار، والظروف الصعبة أثناء الاحتلال النازي لباريس، بالإضافة إلى شعور بيكاسو بالقلق حول قدرته على عرض أو بيع أعماله مستقبلًا.
سبق أن رسم بيكاسو دورا مار في عدة أعمال شهيرة، من بينها "المرأة الباكية" (1937) و"Portrait of Dora Maar" (1937) و"Dora Maar au Chat" (1941)، حيث جسد فيها التأثير النفسي للحرب والحياة العاطفية المتوترة للفنانة.
مار، التي وُلدت باسم هنرييت ثيودورا ماركوفيتش، كانت أيضًا مصورة وفنانة، لكنها اعترفت بأن شهرتها كعشيقة لبيكاسو حدّت من قبولها كرسامة مستقلة.
اقرأ أيضًا: Snoop Dogg يحول رماد سجائره إلى لوحات فنية
المزاد والتوثيق الرسمي
ستُعرض لوحة بيكاسو النادرة بحجم 81 × 60 سم (32 × 24 بوصة)، وهي موقعة في الزاوية العليا اليسرى من القماش، مع إصدار شهادة توثيق أصالة من Comité Picasso، الذي يضمن أصالة أعمال الفنان.
ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة البيع الفعلية التقدير الأولي البالغ 9.45 مليون دولار، وفق تصريحات آرثر براند، الذي أشار إلى أن ظهور مثل هذه القطع النادرة بعد عقود من الاحتفاظ بها في الأسرة يُمثل حدثًا مثيرًا لهواة جمع الأعمال الفنية حول العالم.
تمثل هذه اللوحة جزءًا مهمًا من تاريخ بيكاسو الفني والعاطفي، وتسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين الفنان وموسيزه دورا مار، بالإضافة إلى السياق التاريخي الصعب الذي أُبدعت فيه أثناء الاحتلال النازي لباريس، ما يزيد من قيمتها الفنية والتاريخية على حد سواء.
