ناسا تعلن عن اكتشاف ثوري: أدلة محتملة على حياة في المريخ
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن اكتشاف وصفته بـ"الثوري" في إطار البحث المستمر عن الحياة على كوكب المريخ، بعد تحليل عينة صخرية جرى استخراجها من منطقة Bright Angel بفوهة جيزيرو في يوليو 2024.
الدراسة المنشورة في مجلة Nature أوضحت أن الصخرة المعروفة باسم Cheyava Falls تحتوي على معادن وأنسجة دقيقة غالبًا ما ترتبط بالنشاط الميكروبي على الأرض. فقد رصد العلماء وجود معادن الفيفيانيت (فوسفات الحديد) والغريغايت (كبريتيد الحديد)، وكلاهما معروف بارتباطه بعمليات كيميائية حيوية في بيئات فقيرة بالأكسجين.
اقرأ أيضًا: ناسا تستعد لتغيير مستقبل الطيران التجاري الفائق السرعة مع X-59 (فيديو)
هل يوجد حياة على المريخ؟
وبحسب الفريق البحثي، فقد وُجدت أنماط متكررة من "بقع" معدنية تعرف بـ"leopard spots"، وهي تتشكل في ظروف ملائمة للحياة الميكروبية. ومع ذلك، شدد العلماء على أن هذه النتائج تمثل "بصمة حيوية محتملة" وليست دليلًا قاطعًا على وجود حياة.
قال شون دافي، القائم بأعمال مدير ناسا: "هذا الاكتشاف هو الأقرب على الإطلاق لوجود دليل على الحياة في المريخ، لكنه لا يزال بحاجة إلى اختبارات إضافية في مختبرات الأرض". وأضاف أن التزام ناسا بما تسميه "علم المعيار الذهبي" يعني المرور بمراحل صارمة للتأكد قبل إعلان أي إثبات نهائي.
وأكد الباحث الرئيسي جويل هوورويتز من جامعة ستوني بروك أن النسيج الكيميائي المكتشف يشبه ما تتركه بعض الكائنات الحية الدقيقة على الأرض، لكنه قد يكون أيضًا نتاج تفاعلات كيميائية غير حيوية لم تُفهم بعد.
تشير الدراسة إلى أن الصخرة تشكلت في بيئة مائية باردة نسبيًا، وهو عامل مهم لأن الحرارة المنخفضة تساعد في الحفاظ على الإشارات الدقيقة للحياة، بخلاف البيئات الحارة التي عادةً ما تمحو هذه البصمات. وتوضح النتائج أن المريخ لم يكن مجرد كوكب جاف، بل مر بمراحل غنية بالمياه ساعدت على تغيّر كيمياء سطحه.
أشارت نيكي فوكس، مديرة قسم العلوم في ناسا، إلى أن ما تم العثور عليه "ليس دليلًا قاطعًا على الحياة بحد ذاتها، بل دليل محتمل"، مؤكدة أن لغة الحذر ضرورية في مثل هذه الاكتشافات. ومن المقرر أن تُرسل العينة إلى الأرض ضمن برنامج إعادة عينات المريخ لإجراء تحاليل متقدمة قد تحسم طبيعة هذه الإشارات.
إذا تبيّن أن المعادن المكتشفة نتجت عن نشاط ميكروبي، فإن ذلك يعني أن المريخ كان يومًا ما صالحًا للسكن، وربما احتضن أنظمة حيوية بدائية شبيهة بما وُجد على الأرض. أما في حال أثبتت الاختبارات أن الأمر نتيجة تفاعلات غير حيوية، فستظل الاكتشافات مهمة لفهم تطور كيمياء الكوكب.
