من الرياض إلى باريس.. الأوركسترا السعودية تخطف الأضواء
في لحظة تاريخية تعكس مكانة الثقافة السعودية المتنامية على الساحة الدولية، استضاف قصر فرساي في باريس حفل روائع الأوركسترا السعودية، بتنظيم وزارة الثقافة، وبحضور وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، إلى جانب نخبة من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية والفنية من مختلف أنحاء العالم.
بدأت الأوركسترا برنامجها بتقديم أعمال سعودية خالصة حملت نكهة عاطفية خاصة، كان أبرزها أغنية "هلا بالطيب الغالي" بصوت الفنان محمد عبده، التي شكّلت افتتاحية دافئة جسدت هوية موسيقية عريقة.
وفي كلمة ألقاها خلال الافتتاح، أكد الأمير بدر أن الثقافة السعودية تمثل جسرًا للتواصل مع الإنسانية، وأن ما يُعرض اليوم هو جزء من الهوية الوطنية المتجددة.
اقرأ أيضًا: الأوركسترا السعودية.. إبداع يطوف ويطرب العالم
أعمال سعودية معاصرة
تنقلت الأوركسترا بين ألوان الفنون الشعبية السعودية مثل الخبيتي والمجرور، حيث نقلت الإيقاعات القوية الحضور إلى عمق الموروث المحلي.
كما قدمت أعمالًا معاصرة مستوحاة من التراث مثل "واقلبي اللي" و"راعية"، التي أبرزت فن الخطوة المتجذر في جنوب المملكة، لتمنح الأمسية مزيجًا متناغمًا بين الأصالة والحداثة.
🎼 لنُطِع
للمؤلف: جول ماسينيه
أداء #روائع_الأوركسترا_السعودية 🇫🇷🇸🇦@MOC_Music pic.twitter.com/uPhpow6r82— الثقافية (@thaqafeyah) September 6, 2025
امتد البرنامج ليشمل مقطوعات فرنسية شهيرة أعيد تقديمها بتوزيع يحمل لمسات سعودية، منها "الشانزليزيه" للفنان جو داسان Joe Dassin، إلى جانب مختارات من روائع الموسيقى الكلاسيكية مثل "مقدمة كارمن" لـ جورج بيزيه Georges Bizet و"الرقصة الباخوسية" لـ كاميل سان-سانس Camille Saint-Saëns. كما قدمت الأوركسترا ميدلي لأشهر الألحان السينمائية الفرنسية، في عرض جسّد فكرة التبادل الثقافي.
إحدى اللحظات البارزة كانت الدمج الفني بين أغنية "كل ما دقيت" للفنان طلال مداح وأغنية "Dernière Danse" للفنانة إندييلا Indila، حيث انصهرت الألحان في مشهد موسيقي جسد لقاء الشرق والغرب بروح واحدة. هذا المزج أضفى على الحفل بعدًا عالميًا يؤكد قدرة الموسيقى على كسر الحواجز وبناء الجسور.
أغاني سعودية بأوركسترا
عاد البرنامج في ختامه إلى الأغنية السعودية الحديثة بصياغة أوركسترالية لافتة، من بينها "يا مستجيب للداعي" محمد عبده، "بديت أطيب" ماجد المهندس، و"يا دار" رابح صقر، لترسيخ الطابع الوطني في الأمسية. وقد أضيء قصر فرساي بألوان العلم السعودي ليشكل مشهدًا بصريًا مهيبًا جمع بين رمزية المكان وقوة الرسالة الثقافية.
الفنان محمد عبده علق عند مدخل القصر بكلمات بسيطة قائلاً: "أنا معزوم من ضمن المعازيم"، في تعبير عفوي جسد روح الحفل التي أذابت المسافات بين الفنانين والجمهور، وأكدت أن الموسيقى السعودية قادرة على مخاطبة العالم بلغة مشتركة.
هذا الحفل لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل خطوة جديدة في مسيرة الحضور السعودي الدولي، حيث جسد أهداف رؤية السعودية 2030 الرامية إلى تعزيز دور الثقافة والفنون كقوة ناعمة تعبر عن هوية المملكة وتفتح آفاقًا للتواصل مع شعوب العالم.
