الرياض تحتضن "روايات مسكوكة".. إرث المملكة في العملات بين أيدي الزوار
في قلب عاصمة المملكة العربية السعودية، وبين جدران المتحف الوطني بالرياض، تتألق حكاية نادرة تُروى لا بالكلمات ولا بالكتب، بل بالذهب والفضة والبرونز. حكاية تختزل قرونًا من التاريخ في نقوش دقيقة على مسكوكات صغيرة، لكنها تحمل وزن أمم وحضارات.
في معرض "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات"، يُدعى الزائر إلى رحلة بصرية ووجدانية تستحضر الماضي وتعيد قراءة الحاضر عبر أكثر من مئتي قطعة نادرة، تجعل من العملة شاهدًا صامتًا على تحولات الفن والثقافة والسياسة والاقتصاد في الجزيرة العربية.
يفتح المعرض أبوابه، من 17 سبتمبر وحتى 16 ديسمبر 2025، ليستقبل عشاق التاريخ والباحثين والمهتمين، مقدمًا لهم فرصة استثنائية لاستكشاف الإرث النقدي للمملكة العربية السعودية، والتعرف على كنوز عمرها آلاف السنين.
معرض يروي الحكايات عبر المعادن
ولا يُعد معرض "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات" مجرد قاعة عرض للعملات، بل فضاء ثقافي يستحضر تاريخ المملكة العربية السعودية والمنطقة بأكملها من خلال شواهد نقدية تحمل في نقوشها رسائل الماضي.
من الدينار الذهبي إلى الدرهم الفضي والقطع البرونزية، كل مسكوكة تنطق بما عاصرته من أحداث وتغيرات، لتكون بمثابة سجل تاريخي موثوق يكشف مراحل تطور الحكم، ازدهار الاقتصاد، وتحولات الفن الإسلامي.
ويضم المعرض أكثر من مئتي قطعة نادرة، تنتمي إلى أكبر مجموعة خاصة للعملات الإسلامية في العالم، فضلاً عن مقتنيات وزارة الثقافة السعودية التي يندر مثيلها، حيث يعود بعضها إلى ما قبل ثلاثة قرون من الميلاد.
اقرأ أيضًا: إنطلاق نسخة جديدة من معرض صنع في السعودية بدعم حكومي واسع من هيئة الصادرات
«روايات مسكوكة».. إرث نقدي وهوية وطنية
العملات المعروضة ليست وسيلة للتبادل فحسب، بل شواهد على نشأة الدول وتطور المجتمعات، فهي تكشف ملامح الحياة اليومية والسلطة والاقتصاد والسياسة والفن عبر العصور.
وفي السياق السعودي، فإن هذه المسكوكات تمثل وثيقة هوية أصيلة، تحمل رموزًا وشعارات ارتبطت بمسيرة التوحيد وبناء الدولة، لتصبح مرآة حقيقية لتاريخ المملكة العربية السعودية، منذ جذورها العميقة وحتى حاضرها المشرق.
أوقات الزيارة وتنظيم الدخول
يفتح معرض "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات" أبوابه للجمهور وفق جدول دقيق يراعي مختلف الفئات:
_ من السبت إلى الأربعاء: من 9 صباحًا حتى 7 مساءً.
_ الخميس: من 9 صباحًا حتى 10 مساءً.
_ الجمعة: من 2 ظهرًا حتى 10 مساءً.
_ الأحد: مغلق.
ويقع معرض "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات" في المتحف الوطني السعودي بالرياض، ليمنح الزوار تجربة متميزة تجمع بين الأصالة والحداثة، حيث تتناغم المعروضات مع البيئة الثقافية الغنية للمتحف.
التذاكر والفئات المستهدفة
وتم تحديد نوعين من التذاكر عبر منصة webook:
_ التذكرة العامة: 25 ريالًا.
_ للأطفال دون 7 أعوام: 10 ريالات.
وبهذا، يتيح معرض "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات" المجال أمام العائلات والباحثين والهواة والطلاب على حد سواء للاستمتاع بهذه الرحلة التاريخية، مع تعزيز حضور الجانب التعليمي والمعرفي.
تجربة تتجاوز حدود العرض
ولا يقتصر معرض "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات" على عرض العملات داخل قاعات المتحف، بل يقدم سردًا تفاعليًا للحكايات التي تحملها هذه النقود.
كل قطعة تبرز جوانب فنية واقتصادية ودينية، لتعيد للذاكرة صورة المجتمعات التي أنتجتها. ويؤكد هذا المعرض أن العملة لم تكن يومًا مجرد أداة للتبادل، بل رمزًا لهوية الشعوب وحضاراتها.
شروط وأحكام الزيارة
وحرصت الجهة المنظمة على توفير بيئة آمنة ومنظمة، بما يعكس مكانة الفعالية وأهميتها الثقافية. ومن أبرز الشروط:
_ منع إعادة بيع التذاكر.
_ التحقق من تفاصيل الفعالية قبل الحضور.
_ الالتزام بلائحة الذوق العام.
_ عدم تحمل الجهة المنظمة أي مسؤولية عن إصابات أو أمراض أو فقدان مقتنيات داخل الفعالية.
_ للجهة المنظمة الحق في إخراج من يخالف القواعد.
_ حظر دخول الأطعمة والمشروبات والحيوانات.
_ منع التدخين وتشويه أو إتلاف المقتنيات.
_ موافقة الحضور ضمنيًا على التصوير واستخدام الصور والفيديوهات في المنصات الإعلامية.
وتؤكد هذه الضوابط الحرص على تقديم تجربة راقية تحترم الزوار والمقتنيات على حد سواء.
قيمة ثقافية تتجاوز الزمن
ولا تكمن أهمية معرض "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات" في استعراض القطع النقدية فقط، بل في كونه نافذة لفهم التحولات التي شهدتها المنطقة، وربط الماضي بالحاضر.
فمن خلال هذه المسكوكات، يستطيع الزائر أن يقرأ في تفاصيلها الدقيقة تاريخًا ممتدًا من عصور ما قبل الميلاد، مرورًا بالدولة الإسلامية، وصولاً إلى المملكة العربية السعودية الحديثة.
كما يقدم معرض "روايات مسكوكة: إرث السعودية في العملات" فرصة نادرة للتأمل في تاريخ طويل من النقوش والرموز التي حفظت ملامح الشعوب والملوك والخلفاء، قبل أن تحفظها الكتب. في كل عملة قصة، وفي كل نقش حكاية، وفي مجموعها إرث متكامل يروي سيرة وطن عظيم.
رحلة المعرض بين الذهب والفضة والبرونز ليست مجرد استعادة للماضي، بل تأكيد على أن إرث المملكة العربية السعودية متجذر في عمق التاريخ، يتجدد اليوم في فضاء ثقافي يليق بمكانتها وحضورها العالمي.
