الثوب العربي السعودي في عواصم الموضة.. حضور أنيق وهوية لا تغيب
في عالم تتحكم فيه الموضة بالانطباعات الأولى، وخاصة صيحات الموضة الأوروبيّة من ميلانو إلي باريس، يبقى الثوب العربي بمُختلف أنماطه وألوانه رمزاً يتجاوز حدود القماش والخياطة.
قد ترتديه في الرياض كخيار يومي طبيعي، لكن أن ترتدي ثوبًا أبيضَ ناصعًا أو شماغًا أنيقًا في نيويورك أو باريس فهو أمر مختلف تماماً، إذ يمثل إعلانًا عن الهوية، ورحلة تحمل خلالها ثقافتك معك أينما ذهبت.
الثوب العربي كامتداد للهوية
الثوب العربي ليس مجرد قطعة ملابس تُرتدى، بل انعكاس لتاريخ طويل من العادات والتقاليد والتاريخ المنسوج بخيوط الأصالة، وحين يختار الرجل العربي أن يرتدي الثوب الخاص به خارج بلده، فإنه يقول للعالم هذا أنا وهذه جذوري وثقافتي.
وفي زمن العولمة، حيث تسيطر الصيحات الأوروبية علي مشهد الموضة، ينساق الكثير من الناس وراء الصيحات التي تقوم عواصم الموضة بتصديرها إلينا، فيما يُصبح الحفاظ على المظهر التقليدي موقفًا شجاعًا.
في باريس، عاصمة الموضة التي تشتهر بخطوط الأزياء الراقية والمصممين العالميين والعلامات الفاخرة، قد يبدو الثوب العربي لوهلة وكأنه غريب عن السياق أو ذو طابع مُختلف عما يرتديه أهل المنطقة، ولكن هذه الغرابة بالتحديد هي ما تمنحه قوة.
فهو يفرض حضوره ويثير الفضول، وفي مدينة كنيويورك على سبيل المثال، حيث الشوارع لوحة فنّية من الثقافات العديدة والمتنوّعة، يندمج الثوب العربي ويصبح علامة مميزة وسط الجموع، وكأنّه يُرسل رسالة للعالم، مفادها أن لا حاجة لي لأن أذوب في الخلفية، فثقافتي هي بصمتي المميزة.
انفتاح الثقافات الأخرى على الثوب العربي
المفارقة هنا أن العواصم العالمية، باتت أكثر انفتاحًا من أي وقت مضى بالنسبة إلى تقبُّلها للتنوع الثقافي، الذي ينعكس على اختيارات الملابس، ولهذا أصبحنا نرى كيف تبنّت كبرى دور الأزياء العالمية عناصر من الشرق الأوسط، سواء في الأقمشة أو في التفاصيل الشرقية في تصاميمها، كالأحذية المفتوحة وغيرها، ما يعني أن الثقافة العربية لم تعد مجرد إضافة إلي عالم الموضة، بل أصبحت مصدر إلهام مُتجدد.
اقرأ أيضًا: إطلالة أنيقة في طقس متقلّب.. موضة الطبقات الذكية
على الجانب الأخر، لم يعد ينحصر ارتداء الثوب العربي في الخارج بين حدود المظهر والراحة فحسب، حيث تخطى ذلك، ليصبح بمثابة تذكير مُستمر بالانتماء، وبأن الهوية ليست شيئًا نخفيه عندما نغادر بلادنا، بل قيمة نحملها معنا بفخر.
وفي وقت يعيش فيه الكثيرون صراعاً مُستمر بين الموضة الحديثة المُتجددة وبين اتّباع الصيحات، قد يكون الثوب جسرًا يجمع بين التُراث والحداثة، من خلال قطعة خالدة تواكب الزمن، دون أن تخضع لقيم لا تُمثّلها أو تناسبها.
على خُطي اليوم الوطني: الاحتفاء بالهويّة داخل البلاد وخارجها
لا يمكن الحديث عن الثوب والهوية العربية والسعودية بالتحديد، دون التوقّف عند اليوم الوطني السعودي، تلك المناسبة الغالية التي تجمع ملايين السعوديين باختلاف أعمارهم في احتفال واحد بالوطن والهويّة، حيث يرتدي الشباب والرجال الثوب السعودي التقليدي، تارة بشكله الكلاسيكي، وتارة أخرى بلمسات عصرية، مؤكدين أن الأصالة يمكن أن تتماشى مع الموضة الحديثة ومع الصيحات المُتغيّرة.
أما ارتداء الثوب السعودي في بلاد مُختلفة، فحتماً يحمل طابعًا خاصًا خلال الاحتفال باليوم الوطني، فأن نري شباب ورجال المملكة في مدينة كنيويورك أو باريس، يحتفلون مرتدين ثيابهم التقليدية، لهو مشهد يُرسّخ أن الهوية لا تعرف حدودًا جغرافية، ولحظة يقول فيها كل سعودي: "أينما كُنت، وطني يسكنني".
ارتداء الثوب العربي السعودي خارج الوطن، ليس مجرد اختيار خاص بالزي فقط، بل فعل ثقافي يحمل معاني الانتماء والاعتزاز والجمال، إنه طريقة عملية للاحتفال بالذات، وتأكيد على أن الهوية يمكن أن تكون جسرًا لا حاجزًا، ومع كل مناسبة وطنية، وخاصة اليوم الوطني السعودي، يتجدد هذا المعنى.
