شبل فهد وكلب يتحوّلان إلى صديقين مقربين في حديقة أسترالية (فيديو)
كشفت حديقة حيوان تارونجا ويسترن بلينز في مدينة دوببو الأسترالية عن قصة مؤثرة بطلتها شبل فهد تُدعى "روزي"، التي وُلدت في فبراير الماضي عبر عملية قيصرية طارئة، لكنها لم تحظَ بفرصة الرضاعة الطبيعية من والدتها "سيري" رغم تعافي الأخيرة لاحقًا.
ولحماية حياتها، نُقلت روزي فورًا إلى العناية المركزة وتمت تربيتها يدويًا من قبل فريق مختص من مقدّمي الرعاية في الحديقة، لكنها عانت من عزلة سلوكية بسبب غياب أشقاء يرافقونها في اللعب، وهو ما يشكّل عنصرًا أساسيًا في تكوين المهارات الاجتماعية الطبيعية للفهود.
قصة الفهد والكلب في استراليا
أمام هذا التحدي، لجأ الفريق إلى حلّ مبتكر: إدخال "زيغي"، كلب مهجن من سلالات لابرادور وكيلبي وكولي، ليكون رفيقًا دائمًا لروزي. وبحسب الحارس جوردان ميشيلمور، بدأ التعارف بين الاثنين حين كان عمر كل منهما يزيد قليلًا عن شهرين.
An unlikely friendship has formed at Australia's Taronga Western Plains Zoo between cheetah cub Rozi and labrador-kelpie-collie mix Ziggy.
Rozi was born in February 2025 via emergency C-section after her mum Siri went into premature labour.
Siri made a full recovery but did not… pic.twitter.com/ohsdHuiKaH— 10 News Sydney (@10NewsSyd) July 28, 2025
وأضاف ميشيلمور في تصريح لمجلة New Scientist أن زيغي كان في البداية مفرط النشاط والحماسة، لكن العلاقة تطورت سريعًا إلى صداقة متينة، مشيرًا إلى أن روزي بدأت تمارس مع زيغي سلوكيات مثل المطاردة والانقضاض واللعب، وهي أنماط كان من المفترض أن تكتسبها من إخوتها الطبيعيين.
وأوضح أن "انسجامهما ملفت من حيث الطاقة وطريقة اللعب وحتى الحجم. زيغي يمتلك طابعًا هادئًا ومرحًا يناسب تمامًا طبيعة روزي في هذه المرحلة".
هذه الصداقة الفريدة ليست الأولى من نوعها، إذ لجأت حدائق حيوانات عالمية إلى دمج القطط الكبيرة مع الكلاب لتوفير الدعم الاجتماعي للأشبال. ومن بين الأمثلة البارزة، تجربة حديقة حيوان سان دييغو الأمريكية التي اعتمدت هذه المقاربة قبل أكثر من 30 عامًا.
اقرأ أيضَا: كولومبيا بالكامل تبحث عن كلب مفقود.. ما القصة؟
المفارقة أن والدة روزي نفسها، الفهدة سيري، نشأت إلى جانب كلبة هجينة من نوع "ريترير-ماستيف" تُدعى "إيريس"، حيث قضت معها عامًا ونصفًا في بيئة تُحاكي الظروف الأسرية الطبيعية للفهود في البرية، حيث تبقى الأم مع أشبالها بين 12 إلى 18 شهرًا.
تشير إدارة الحديقة إلى أن هذا التعايش الإيجابي بين الفهود والكلاب يسهم في تحسين المهارات الاجتماعية للأشبال، ما يعزز قدرتهم لاحقًا على أن يكونوا أمّهات مؤهلات في إطار برامج التكاثر داخل الحدائق أو حتى في الحياة البرية المحمية.
وتعكس قصة روزي وزيغي روح الابتكار في مجال الرعاية الحيوانية، حيث تتقاطع الغرائز الطبيعية مع الحنان المصطنع لتقديم أفضل بيئة ممكنة لنمو الحيوانات المهددة في بيئة آمنة ومحفزة.
