جينوم إبل المزاين.. مشروع علمي يعيد تشكيل اقتصاد الإبل في السعودية
أعلنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) عن إنجاز علمي رائد يتمثل في فك الشفرة الجينية لإبل المزاين، ضمن مشروع يُعد الأول من نوعه على مستوى العالم، يستهدف الإبل ذات الصفات الجمالية التي تتنافس في مسابقات المزايين داخل المملكة.
كيف يُستخدم الجينوم في تحكيم إبل المزاين؟
ويفتح هذا المشروع العلمي آفاقًا جديدة في عالم علوم الجينوم الحيواني، ويُمهّد لتطوير قاعدة بيانات ضخمة متخصصة في المعلومات الجينية لإبل المزاين، ما يُسهم في تعزيز دقة التحكيم، ورفع الشفافية والثقة في النتائج، بما ينعكس على القيمة السوقية المتنامية لهذه الفئة من الإبل.
أوضحت "كاكست" في تقرير حديث أن المشروع يُمثل خطوة تأسيسية في مسار علمي طويل الأمد، يهدف إلى تحليل الصفات الوراثية المرتبطة بالجمال لدى إبل المزاين، واستكمال تسلسل جينومات إضافية لإبل مميزة أخرى خلال المراحل القادمة.
تعرف إلى أغلى جمل في العالم
وتوقعت المدينة أن تُسهم هذه البيانات الجينية الدقيقة في تحسين أدوات التحكيم المعتمدة في مسابقات المزاين، والانتقال بها من التقييم الظاهري إلى معايير مدروسة علميًا. كما يفتح المشروع الباب أمام اعتماد اختبارات جينية مستقبلية يمكن من خلالها تحديد السمات الجمالية الموروثة بدقة غير مسبوقة.
القيمة السوقية لقطاع الإبل في السعودية
من الناحية الاقتصادية، تُقدّر "كاكست" القيمة السوقية الإجمالية لقطاع الإبل في السعودية بحوالي 50 مليار ريال، في حين يبلغ حجم التداول السنوي في مزادات الإبل نحو 20 مليار ريال، ومن هذا المنطلق، ترى المدينة أن إنشاء قاعدة بيانات جينية متقدمة يُشكّل رافعة حقيقية لجذب الاستثمارات وتحقيق الشفافية، لا سيما في ظل الاهتمام المحلي والدولي المتزايد بهذا القطاع.
فوائد لحم الجمل للرجال وقيمته الغذائية
كما يرفع المشروع من مستوى الثقة بين المشترين والبائعين، ويمنح المتداولين مؤشرات دقيقة تساعد في تسعير الإبل وفق أُسس علمية، وهو ما يدفع بعجلة النمو داخل القطاع ويعزّز مكانته ضمن منظومة الاقتصاد الوطني.
على المستوى العلمي والتقني، اعتبرت "كاكست" أن هذا الإنجاز يشكّل نقلة نوعية في مجال البحوث الحيوية، ويؤسس لمسار جديد في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الجينية المتصلة بالحيوانات ذات القيمة العالية، مثل إبل المزاين.
وترى المدينة أن هذا المشروع ينسجم مع طموحات المملكة في أن تكون مركزًا إقليميًا وعالميًا في مجال التقنية الحيوية والبحث العلمي، ويُعد خطوة عملية نحو بناء مجتمع قائم على الابتكار والمعرفة، ويُوظّف التقنية الحديثة لخدمة القطاعات التراثية والاقتصادية على حد سواء.
