إنستغرام يشدد الحماية لحسابات الأطفال وسط مخاوف متزايدة
في خطوة احترازية تهدف إلى كبح الاستغلال الرقمي المتزايد، أعلنت شركة ميتا المالكة لمنصة إنستغرام، عن تطبيق إجراءات أمان جديدة على الحسابات التي يُديرها بالغون وتُركّز في محتواها على الأطفال.
اقرأ أيضًا: إنستغرام يطلق ميزة خاصة جديدة للأصدقاء المقربين فقط
وبحسب بيان رسمي للشركة، سيتم تلقائيًا تفعيل إعدادات المراسلة الأكثر صرامة على هذه الحسابات، إلى جانب تشغيل خاصية "الكلمات المخفية" لمنع ظهور التعليقات المسيئة أو غير الأخلاقية، وهي خطوة تهدف إلى تقليل فرص استهداف الأطفال برسائل غير لائقة.
هل تُشكّل حسابات الأطفال على إنستغرام خطرًا خفيًا؟
وتشمل الحسابات المستهدفة بهذا التحديث، الحسابات التي ينشر أصحابها من الآباء أو مديري المواهب صورًا ومقاطع فيديو لأطفالهم أو لمن يُمثلونهم من القُصّر، وهي فئة شهدت تزايدًا واسعًا خلال السنوات الأخيرة ضمن موجة "الطفولة المؤثرة" أو ما يُعرف بـ"Kidfluencers".
وقالت ميتا في مدونة رسمية: "رغم أن استخدام هذه الحسابات غالبًا ما يكون بريئًا، إلا أن هناك من يستغلها لأغراض مخالفة، من خلال تعليقات جنسية أو طلب صور خاصة، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا لسياساتنا".
وأوضحت الشركة أنها ستعمل على منع البالغين "المخالفين" – مثل أولئك الذين سبق حظرهم من قِبل مراهقين – من العثور على هذه الحسابات أو التفاعل معها. كما ستُقيّد إنستغرام من ظهور الحسابات المخالفة في نتائج البحث، أو اقتراحها كجهات متابعة، في محاولة لمنع التواصل الضار من جذوره.
التحديث الجديد يتضمن أيضًا إشعارًا يظهر في أعلى الخلاصة الرئيسية لتلك الحسابات، يُنبّه المستخدمين إلى تحديث إعدادات الأمان، ويحثهم على مراجعة الخصوصية.
ويأتي هذا التحرك بعد تقارير مقلقة أبرزها تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز العام الماضي، كشف أن بعض الآباء يستغلون حسابات أطفالهم لتحقيق مكاسب، وأظهر التحقيق وجود 32 مليون متابعة من ذكور لحسابات يديرها أولياء أمور لأطفال.
كما أعلنت ميتا أنها حذفت قرابة 135 ألف حساب على إنستغرام كانت تقوم بـ"تسليع" الأطفال رقميًا، إضافة إلى 500 ألف حساب مرتبط بها عبر إنستغرام وفيسبوك.
بالتوازي مع هذا الإعلان، أطلقت الشركة مجموعة ميزات جديدة لحماية المراهقين، منها إظهار تاريخ إنشاء الحساب في الدردشات الجديدة، وتوفير خيارات جديدة لحظر المستخدمين والإبلاغ عنهم في الوقت ذاته، بالإضافة إلى نصائح توعوية فورية داخل الرسائل الخاصة.
وأوضحت ميتا أن هذه التحديثات تندرج ضمن جهود مستمرة لتعزيز الحماية النفسية والرقمية للمراهقين، إذ سجّلت المنصة مليون حالة حظر ومليون بلاغ من المراهقين في يونيو الماضي فقط بعد تلقيهم إشعارات سلامة.
كما كشفت الشركة أن أكثر من 99% من المستخدمين – بمن فيهم المراهقون – ما زالوا يحتفظون بخاصية "حجب العُري" مفعّلة، وأن أكثر من 40% من الصور المُموّهة في الرسائل الخاصة بقيت مغلقة ولم تُفتح.
