"الأمير النائم" يودّع الحياة بعد قصة صبر ألهمت العالم.. فمن هو؟
أعلن الديوان الملكي السعودي، اليوم السبت، وفاة صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، الشهير بلقب "الأمير النائم"، عن عمر ناهز 36 عامًا، بعد أن ظل في غيبوبة دامت لأكثر من 21 عامًا إثر تعرضه لحادث مروري مأساوي.
الأمير خالد بن طلال ينعى نجله
ونعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد، نجله، عبر حسابه الرسمي بمنصة X قائلاً: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى ننعى ابننا الغالي الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم"، وختم الأمير نعيه بالآية الكريمة: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون».
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي}
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى ننعى إبننا الغالي
الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله
الذي انتقل… pic.twitter.com/QQBbMWGOOG— خالد بن طلال بن عبد العزيز ( أبو الوليد ) (@allah_cure_dede) July 19, 2025
جنازة وعزاء "الأمير النائم"
ستقام صلاة الجنازة على الأمير الوليد، غدًا الأحد 20 يوليو 2025، بعد صلاة العصر، للرجال في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض، فيما ستقام صلاة الجنازة للنساء في مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد صلاة الظهر.
وسيُقام العزاء على مدار 3 أيام ابتداءً من الأحد وحتى الثلاثاء، حيث سيُخصص عزاء الرجال في قصر الأمير الوليد بن طلال بحي الفاخرية، بينما يُقام عزاء النساء في قصر الفاخرية التابع للأمير طلال بن عبدالعزيز، وذلك بعد صلاة المغرب.
تفاصيل حادث "الأمير النائم"
كان الأمير الوليد، "الأمير النائم"، قد تعرض لحادث مروري مأساوي أثناء دراسته في الكلية العسكرية في لندن عام 2005، وذلك قبل نحو أكثر من عشرين عامًا، أسفر عن دخوله في غيبوبة طويلة، ظل خلالها تحت الرعاية الطبية المكثفة، وسط اهتمام والده الأمير خالد، الذي ظل ملازمًا له طيلة السنوات الماضية، ولم يتخلّ عن الأمل في تحسن نجله، وظل يواكب حالته وينشر بين الحين والآخر مقاطع مصورة توثق تطورات الرعاية الصحية التي يتلقاها.
وارتبط لقب "الأمير النائم" بالأمير الوليد بن خالد، وتحولت قصته إلى حالة إنسانية ملهمة في المجتمع السعودي، أثارت مشاعر المتابعين الذين تابعوا تفاصيل معاناته والأمل في استعادة وعيه، إلى أن وافته المنية اليوم.
"الأمير النائم".. من هو الأمير الوليد بن خالد بن طلال؟
وُلد الأمير الوليد بن خالد بن طلال في أبريل 1990، وأكمل في شهر أبريل الماضي 36 عامًا، قضى منها نحو 21 عامًا في الغيبوبة، وهو الابن الأكبر للأمير خالد بن طلال، شقيق رجل الأعمال الأمير الوليد بن طلال.
وكان الأمير الوليد طالبًا في الكلية العسكرية في عام 2005، عندما تعرّض لحادث سير أصيب فيه بنزيف دماغي أدخله في غيبوبة لم يفق منها، رغم المحاولات الطبية المكثفة التي تضمنت تدخلات لفرق متخصصة من خارج المملكة العربية السعودية، وظل في غيبوبته الدائمة تلك حتى وافته المنية اليوم.
نال الأمير الوليد لقب "الأمير النائم" بسبب استمراره في هذه الحالة لأكثر من عقدين، وأصبح بحسب محبيه رمزًا للقصص الإنسانية التي جمعت بين الأمل، والإيمان، والصبر الطويل، خصوصًا من عائلته التي رفضت الاستسلام لكل دعوة لفصل الأجهزة عنه، إيمانًا بأهمية استمرار الرعاية لحالته رغم مرور السنوات.
ولعل هذا ما يجعلها قصة ستظل حاضرة في وجدان المجتمع السعودي والعربي، حيث تحوّلت إلى رمز للثبات والصبر بين الجمهور، فمع كل تحديث يُنشر عن تحسّن جزئي أو حركة خفيفة، كانت تثار موجة دعم وتعاطف من مختلف الأوساط، تتجاوز حدود المملكة إلى العالم العربي.
بعد دخول "الأمير النائم" في غيبوبة إثر الحادث، تعددت التشخيصات في وصف حالته، وفي عام 2017 إعلان والده الأمير خالد مطلع عام 2017م وصل وفد طبي مكون من أربعة أطباء، بينهم ثلاثة من أمريكا، وواحد من إسبانيا، للنظر في إجراء عملية جراحية لوقف النزيف من الرأس، وفقًا لما أعلنه والده الأمير خالد حينها.
الحافظ القادر الرحمن الرحيم . الوليد بن خالد يحرك رأسه من الجهتين ، يارب لك الحمد والشكر . pic.twitter.com/bLC7lYbmpN
— ريما بنت طلال (@Rima_Talal) May 25, 2019
وسبق للأمير النائم تحريك أعضاء من جسمه، حيث كانت عمته الأميرة ريما بنت طلال، أخت الأمير الوليد بن طلال، نشرت مقطع فيديو لتحريك "الأمير النائم" رأسه من الجهة اليمني إلى اليسرى في عام 2019، وذلك استجابة للمؤثرات، قائلة: "الحافظ القادر الرحمن الرحيم.. الوليد بن خالد يحرك رأسه من الجهتين، يارب لك الحمد والشكر".
وهو ما جدد الآمال حينها بحدوث تحسّن، وواصلت عائلته تمسكها بالرعاية، وسط دعوات مستمرة من المتابعين بالشفاء، وعلى مدار تلك السنوات حتى لحظة إعلان وفاته، حظيت أخبار "الأمير النائم" باهتمام واسع على مستوى المملكة العربية السعودية والعالم العربي لما لها من تأثير على النفوس والقلوب.
الأميرة ريما تنشر صورًا لابن أخيها في طفولته
وكانت الأميرة ريما بنت طلال، عمة الأمير قد نشرت صورًا له عبر حسابها على منصة X، في منشور قالت فيه "حبيبي الوليد بن خالد، واحد وعشرون عاماً وأنت دائماً حاضر في قلوبنا، وفي قلوب أحبابك بدعواتنا. اللهم اشفِ عبدك الوليد؛ فلا يعلم بضعفه إلَّا أنت يا رب السماوات والأرض".
حبيبي الوليد بن خالد واحد وعشرون عامًا وأنت دائمًا حاضر في قلوبنا ، وفي قلوب أحبابك بدعواتنا . اللهم اشفِ عبدك الوليد ؛ فلا يعلم بضعفه إلَّا أنت يارب السماوات والأرض. pic.twitter.com/Axps4tQfXa
— ريما بنت طلال (@Rima_Talal) April 18, 2025
"الأمير النائم" رمز إنساني
ما يميز قصة الأمير الوليد "الأمير النائم" ليس فقط مدتها، بل التزام عائلته، وتحديدًا والده الأمير خالد بن طلال، بالاهتمام به طوال هذه السنوات، إذ رفض مرارًا فصل أجهزة الإنعاش عنه، مؤمنًا بأن "الله وحده من يهب الحياة ويسلبها"، وهو ما ألهَمَ الكثيرين الصبر والثقة والتمسك بالأمل.
ولعل أكثر ما يثير الاهتمام في قصة الأمير الوليد هو كيف تحوّل "الأمير النائم" من مجرد حالة طبية إلى رمز إنساني يلامس القلوب، فكل صورة جديدة، وكل دعاء صادق، يعيد إشعال نور الأمل في قصة كُتبت نهايتها اليوم بإعلان وفاة "الأمير النائم".
