تقليد صارم منذ 140 عامًا.. السر وراء فرض اللون الأبيض في ويمبلدون
تُقام حاليًّا بطولة ويمبلدون للتنس 2025، إحدى بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى، في نادي عموم إنجلترا للتنس والكروكيه في ويمبلدون، لندن، خلال الفترة من 30 يونيو حتى 13 يوليو.
وتشمل منافسات البطولة مسابقات الفردي، والزوجي، والزوجي المختلط، إلى جانب بطولات الناشئين، وذوي الكراسي المتحركة، والبطولات الاستعراضية.
ومنذ عام 1877، فرضت بطولة ويمبلدون للتنس قاعدة صارمة تلزم اللاعبين بارتداء اللون الأبيض بالكامل، لتتحول إلى أحد أبرز التقاليد المميزة في أقدم بطولات الغراند سلام وأعرقها في العالم.
قصة اللون الأبيض في ويمبلدون
في نسختها الأولى، خُصصت البطولة للرجال فقط بمشاركة 22 لاعبًا، ارتدوا جميعهم ملابس بيضاء رغم عدم وجود قانون رسمي آنذاك.
كان الأبيض حينها رمزًا للأناقة والأرستقراطية، ويُستخدم لإخفاء بقع العرق التي كانت تُعتبر مرفوضة اجتماعيًا، ومع تزايد شعبية التنس، تحوّلت هذه العادة إلى قانون رسمي عام 1963، لتصبح جزءًا أساسيًا من هوية ويمبلدون.
ومع دخول النساء إلى المنافسة في عام 1984، فُرض عليهن ارتداء فساتين بيضاء طويلة مع القبعات، بما ينسجم مع ما وصفته المؤرخة فاليري وارن في كتابها Tennis Fashions بأنه انعكاس لرفض المجتمع رؤية النساء وهنّ يتعرّقن.
اقرأ أيضًا: بطولة ويمبلدون 2025 ترصد جوائز مالية بأكثر من 68 مليون دولار
وفي 1995، شدّد نادي عموم إنجلترا قواعد اللون الأبيض، فأكد أنه يجب أن يكون «أبيض نقيًّا» وليس كريميًا أو مائلًا للاصفرار، كما شملت القواعد جميع تفاصيل الزي، من الإكسسوارات والقبعات إلى النعال، جميعها يجب أن تكون بيضاء بالكامل.
الاستثناء الوحيد المسموح به هو خط ملوّن لا يتجاوز عرضه سنتيمترًا واحدًا، سواء في الياقة أو الأكمام، وحتى شعارات الرعاة تخضع لهذا القيد الصارم.
عندما تحدى النجوم قواعد ويمبلدون
على الرغم من التزام معظم اللاعبين بقواعد الزي الصارمة، لم تخلُ ويمبلدون من محاولات تمرد بارزة، لعلّ أشهرها موقف النجم الأمريكي أندريه أغاسي، الذي رفض ارتداء اللون الأبيض وقاطع البطولة لعدة سنوات، قبل أن يرضخ لاحقًا ويُتوَّج بلقبها عام 1992.
النجم السويسري روجر فيدرر، صاحب الرقم القياسي في عدد ألقاب البطولة (8)، اضطر ذات مرة إلى تغيير حذائه بسبب لون نعلِه البرتقالي، وفي نسخة 2022، أثار رفائيل نادال جدلًا واسعًا بعد ظهوره بحقيبة ملونة، ما اعتُبر تحديًا صريحًا لتقاليد البطولة العريقة.
ويمبلدون اليوم ليست مجرد بطولة تنس، بل منصة لتجسيد التقاليد البريطانية العريقة، حيث يلتقي التنافس الرياضي بالأناقة الصارمة، ولا مكان للألوان الزاهية في ملاعب العشب الأخضر.
